TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الصمت للحكومة والموت للشعب!!

العمود الثامن: الصمت للحكومة والموت للشعب!!

نشر في: 9 يونيو, 2018: 09:19 م

 علي حسين

غريبة أخبار هذه البلاد، بينما يتصدّر خبر قتل مواطنة ألمانيّة من قبل مهاجر عراقي الصفحات الأولى، ومقدمات نشرات الأخبار في دولة العمّة ميركل، ينزوي خبر موت عشرات العراقيين تحت أنقاض المتفجرات التي تخزنها احزابنا، في ركن مهمل من نشرات الاخبار واهتمام الحكومة، فيما نشاهد في الفضائيات ألمانيا تعلن الاستنفار، ونقرأ أنّ رئيس الجمهورية أصدر بياناً، وأن أعضاء البرلمان متأثرون جداً، وماذا عن النواب العراقيين بعد مجزرة مدينة الصدر؟. لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي لا يريد له ان يهدأ ويرتاح ما دامت الزعيمة حنان الفتلاوي خسرت كرسي البرلمان،، لم نعد أكثر من أرقام في خطابات سليم الجبوري، فيما ثلث الشعب مهجّر وتحت خط الفقر، والحكومة تبشّرنا بأنّ السلاح سيُصبح بيد الدولة حصراً، أما الأحزاب فالسلاح مزدهر عندها بجميع أنواعه: قنابل يدويّة، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرّعات إذا تطلّب الأمر.
يا سادة”السلاح بيد الدولة”هذا أقصى ما تتمنّاه الحكومة، وأقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي ظلّ ساهراً ليعرف ما ذا سيقول رئيس الوزراء عن الكارثة، انسوا أنّ وزارة الداخلية طبّقت بامتياز حكمة”لا أرى لا أسمع لا أتكلّم".
يكره مسؤولونا الأرقام إلّا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كلّ أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق! لاحِظ جنابك الكريم أنّ بين أبرز أخبارنا الاحتفال بيوم القدس، وأحزاب تستبدل علَم العراق وفلسطين بعلم إيران. كما نرجوك أن تلاحظ أنّ البعض لا يرى أيّ غضاضة في أن يهتف باسم الجمهورية الجارة بأعلى صوته، ويعلن الولاء الكامل لها، وكلّ ما هو خلاف ذلك في حاجة إلى رخصة من أصحاب السيادة!
خمسة عشر عاماً والبعض لايريد للعراق أن يصبح دولة مستقلة، منذ أيام والجميع ينتظر الإذن من إيران لتشكيل الحكومة العراقية، وحواس الكثير من الساسة متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان عن شكل الحكومة الجديدة، ولكن المواطن العراقي مغيب يحضر فقط في اخبار العبوات الناسفة والأسلحة الثقيلة التي أصبحت تأتينا من كل جامع وحسينيّة.
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً، قالها المتنبي قبل ألف عام وهو يردّ على وعود الحكام، إذا لم تقرأ خبر حصر السلاح بيد الدولة، فلا تلم إلّا نفسك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram