محمد حمدي
نعم باتت مهماتنا الصحفية تنجز بشقّ الأنفس وأصعب الطرق ونستغرب أحياناً وصول أحد الزملاء مرافقاً للوفد الرياضي المشارك في البطولة الخارجية أينما تكون وجهتها وما أكثر أساليب الرفض وأيسرها على الاتحادات من الضائقة المالية وصولاً الى تأشيرة الدخول التي تسمح بدخول الوفد الاربعيني وتنعطف عند حافة الصحفي الموفد فتوصد أبوابها بقسوة، ويصر ويجتهد رؤساء بعض الاتحادات الرياضية ومعهم المتنفذون في وضع العراقيل المعقولة والمستحيلة معاً في سبيل منع سفر الصحفي الموفد من الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي للتواجد مع فرقهم ويبتدعون مختلف الأساليب والحيل الشرعية التي تؤدي الى تأخره وعدم وصول التأشيرة الخاصة به وكأنه مستثنى من التواجد أصلاً، هذه الحالة يعاني منها أغلب الزملاء الموفدين والأكثر إيلاماً أن الأبواب لا تغلق بوجوههم بصورة مباشرة فيتدبّروا أمرهم ويتحمّلوا العواقب، بل على العكس تماماً على طريقة التجمّل والترحيب أولاً والمناورة لأجل استنفاد الوقت وصولاً الى القناعة بأنهم فعلوا ما بوسعهم ووصلوا الى آخر المطاف المغلق.
إن الرؤيا التي جرى الحديث عنها مطوّلاً بين الاتحاد الصحفي واللجنة الأولمبية مازالت قاصرة في إفهام أو إيصال الفكرة الحقيقية الى المتنفذين في الاتحادات بأن تواجد الصحفي الرياضي هو ضرورة وأساس للنجاح ولوضع الجماهير الرياضية بمستوى الحدث حيث لا جدوى من الإنجاز وما يرافقه دون وجود العين الإعلامية الثاقبة التي توثق بمهنية ما يدور في البطولة الخارجية من جميع جوانبها وعدم الاكتفاء برسائل سطرية لمواقع التواصل الاجتماعي ترسل على عجالة بأخطاء فادحة.
يقيناً لو أدرك المعنيون خطورة وأهمية تواجد الصحفي المرافق للوفد لجاهدوا بقوة في سبيل منحه الفرصة وعدم مصادرتها وكأنهم حققوا الغاية والمراد، بالمقابل فإن اجتهاد اتحاد الإعلام الرياضي بصفته الحالية دون الخوض بتفاصيلها لابد له أن يرقى الى عامل الضغط وضمان حق الموفد من قبلهم لأنه صورة ناطقة مزكاة من الاتحاد يأخذ على عاتقه إيصال المعلومة والرسالة الى جميع المواقع الخبرية مركزياً، كما لابد لهم أيضاً من منهجة عملهم بالتوافق مع البطولات وجدولتها التي تصدر في الغالب منذ بداية الموسم والأخذ بنظر الاعتبار المضمونة منها وغير المهددة بالإلغاء لذلك لابد أن يكون جدول الإيفادات مع الفرق والبطولات ممنهجاً كيما يتم التعرف على أولياته ونتائجه مبكّراً لوضع أسلم الحلول أمام أصحاب المهنة الإعلامية الذين تعوّل عليهم جماهيرنا كثيراً في نقل الصورة والحدث الحقيقي للبطولة بلا تزييف وفبركة وانهزامية من واقع المشاركة أياً كان شكله عند ذلك سنقطع دابر الحجج وتسير رياضتنا في ضوء الحقيقة والإنجاز الفعلي وليس المنسجم مع تطلعات أهل الشأن الاتحادي.