من أشهر الوجوه الأدبية النسوية في تاريخ الأدب العربي الحديث في العراق، فإذا كانت نازك الملائكة قد تزعمت الشعر النسوي الحديث، فان عاتكة وهبي الخزرجي رائدة الشعر الكلاسيكي في العراق، ومن المؤسف أن ترحل عاتكة الخزرجي عنا في مثل هذا اليوم من عام بصمت رهيب 1997، بعد أن كانت قد ملأت الأجواء الادبية منذ الخمسينيات شعرا عذبا يجمع بين الرومانسية والصوفية والعرفانيات . ولدت الشاعرة عاتكة في بغداد سنة 1924 حيث كانت تحت رعاية أمها، اذ توفي والدها وهبي امين الخزرجي الذي عمل متصرفا في الموصل وديالى ، بعد ستة شهور من ولادتها، فنشأت عاتكة في بيت مليء بالدفء والحنان العائلي، وقد ادخلتها والدتها المدرسة وهي في حداثة سنها، فاستمرت في دراستها وخلال ذلك برزت موهبتها العالية في الشعر العربي فكان لها خيال واسع وعذب في نظم الشعر العربي.
وفي عام (1945) تخرجت في دار المعلمين العالية في بغداد، وعينت مدرسة في إحدى المدارس الثانوية في بغداد وكان اختصاصها في تدريس الأدب العربي.
(وفي عام (1950) سافرت إلى فرنسا وأقامت فيها فترة طويلة وكانت تحمل في داخلها معاناة الغربة والتطوف في البلدان، اذ كانت تتخيل أمام عينيها مناظر مدينتها الجميلة بغداد وتتوارد إلى خاطرها ذكريات الطفولة ، فكان لكل هذا الأثر الكبير في شعرها الذي اتسم بالواقعية بعيداً عن الخيال).
عادت الشاعرة عاتكة إلى وطنها بعد حين طويل لتسهم في بناء بلدها من خلال مهنة الإرشاد ووسائل الإيضاح التعليمية . ثم ما لبثت ان سافرت ثانية إلى مصر سنة (1954) للحصول على شهادة الدكتوراه في الآداب بدرجة الامتياز عن شعر العباس بن الأحنف، وبعد فترة عملت مدرسة في كلية التربية جامعة بغداد قبل أن تحال على التقاعد.
وتعد عاتكة من ابرز شاعرات العراق في العصر الحديث، حيث ضم شعرها بين قوافيه روح بغداد وعشقها وشوقها للماضي.
وقد نهلت الشاعرة عاتكة الخزرجي من ثقافات مختلفة في دار المعلمين ومن خلال سفرها خارج البلاد، إلا أنها قد حصرت ادبها وشعرها في الادب العربي فقط، وكانت في شعرها نزعة تقليدية لتأثرها بالشاعر العباس ابن الاحنف والمتنبي. وان الطابع القصصي ابرز ما يتسم به شعرها وفيه نغمة وموسيقى رائعة، لذلك يجد القارئ في شعرها قوة المعنى وترابط الأبيات .
وقد انضمت الشاعرة عاتكة إلى نادي القلم سنة 1957 ومن آثارها المطبوعة:
1- ديوان العباس ابن الأحنف ،القاهرة ،1954.
2- أنفاس السحر، شعر، القاهرة 1993.
3- لألأ القمر/ شعر/ القاهرة 1975.
4- مجنون ليلى/ مسرحية .
5- حياة عباس بن الأحنف وشعره (بالفرنسية) وترجم إلى العربية ونشر في بغداد عام 1977.
كذلك لها آثار مخطوطة عديدة.