TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة جديدة إلى صديقي المدني

العمود الثامن: رسالة جديدة إلى صديقي المدني

نشر في: 13 يونيو, 2018: 08:23 م

 علي حسين

برغم شغفي بالقراءة وعشقي للكتاب، فإنني أجد نفسي أحيانا جاهلاً تماماً في كل ما يتعلق بكتب التنجيم والأبراج، فأنا مثل كثيرين يعتقدون أنّ عِلم الفلك هو أن تعرف ما هو برجك، وأن تتابع مع كارمن أيام الحظ، وحاولتُ أن أحصل على"حِرز من"أبو علي الشيباني، يجعلني في عيون الفتيات أجمل وأرشق من مهند التركي، ولهذا صدّقت مثل ملايين العراقيين أنّ الذهاب الى صناديق الانتخابات سيعجّل ببناء دولة المؤسسات التي لامكان فيها لنظرية عباس البياتي عن التحالف الوطني"المقدّس"والذي لا يجوز المساس به، ولأننا شعب ضعيف بلا حول ولا قوة ذهبنا جميعا الى دكاكين المنجّمين نسأل : هل صحيح أن الانتخابات ستحقق لنا الحلم باتفاق سياسي عابر للطائفية؟، وقيل لنا لماذا أنتم متشائمون، الإصلاح قادم.. ما على المواطن سوى أن يؤمن أن لاعودة إلى الخلف.
وفي هذا المكان كنتُ قد كتبتُ رسالة بعنوان إلى صديقي المدني"أغاظت العديد من الأعزاء متهمين العبد الفقير لله"بضعف البصر والبصيرة"في تلك الرسالة قلت لصديقي المدني :عليك أيها الصديق أن تعرف، أيضاً، أن معظم القوى السياسية تسعى من اجل نظام سياسي اعتاش وتربّى على المحاصصة، وبنى قواعده على تبادل المنافع، ليبني نظاماً لايختلف عن القديم سوى بالاسم والعنوان،، وإنك ياصديقي المدني بعد التعب والجهد والمعاناة ستجد نفسك واقفاً على الرصيف، في وضعية المتفرج، انتظاراً لإشارةٍ ممن يجلسون في عربات قطار السلطة، كي تقفز في العربات الخلفية،، بحثاً عمّا تبقّى من الوطن.
ولم تكن هذه نبوءة مثل نبوءات المرحوم نوستراداموس الذي شغفنا بكتابه في مطلع الثمانينيات، وحلمنا أن نجد في صفحاته نبوءة عن نهاية الدكتاتورية والطغيان في بلاد وادي الرافدين، ولم نكن نتصور أنّ تضحيات هذا الشعب في سبيل الخلاص من دكتاتورية"القائد المؤمن ووصاياه"يمكن أن تفرّخ دكتاتوريات جديدة.
لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أن نقول لهم أن لاشيء سيتغير، وأن الوجوه التي عشتُم معها خمسة عشر عاماً باقية وتتمدّد، هل من أجل أن نجد مفهوما جديدا للديمقراطية يحولها إلى الاستهزاء بالشعب وتسخيف إرادته.
ياصديقي المدني عليك ان تعود مشاغباً، وان تتمسك بحلمك بقوة، فهو طريقك الوحيد لكي ننجو من الغرق في رمال القوائم العابرة للطائفية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram