وسام علي
وجهي ما زال مشدوداً بمشابك حبل أغنياتكِ ,هذه الابتسامة ,هذه التجعيدة تجعلني أنسى الطوب الذي بناه الآخرون حول رأسي ,أفكاري السوداوية ,الطيور الساقطة ألوانها ,الآمال التي تصطدم بالسقف ذي فتحات التنفس الصغيرة .
الجدران التي شيدوها كنتِ تدورين حولها كنافذة تبحث عن لحظة أكثر شاعرية ,لحظة طفولية ,يكون فيها القفز أمراً أحمقاً .
من فعل كل هذا بي ؟ من يرمي كل هذا الطوب يظن أن وجهي بحيرة لقضاء برهة بين مللين .
أي الأذرع كانت أقوى ,لتصنع شكلاً يتقافز فيه الدمع مبللاً كل تلك النهارات المليئة بالضوء ؟ أكره ضوء الرب ,أكره الضوء المصحوب بتفقد أي الأجزاء مني التي لم تركل بعد .
أنا قفص بباب مفتوح ,هيكل عظمي يحتفظ بكِ كقطة تبرد به أسنانها الصغيرة كلما شعرت بالملل ,حينها سأصدر صوتاً شبيهاً بأغنية اللعبة التي تحتفظين بها في درج ملابسك الداخلية ,اضغطي على القلب واجعلي جسدي يرقص على قدم واحدة ,يقفز لمربعات مرقمة برقم هاتفك المحمول .
هذه المكالمة الأولى حيث يطول تنفسي وأدعي أنني أكثر طبيعية من مذيع يلقي خبراً من فوق حطام جدار يفصل بين عاشقين .
رئتي مكتملة اللهاث
تأخذ وقتاً في قول أنني لم أعد أطيق أحد .
يالقلبي البائس
ما زال مغروساً في ضلع كسره أحدهم .
أنا ذو ضجر عظيم ,أحمل رأسي في حقيبة جلدية تاركاً بالوناً مليء بالدمع يلكمه المتفاخرون بقبضاتهم ,قبضة كبيرة تساوي قلب كبير .
أما أنا ذو الأيادي النائمة في جيوب خاوية
فلا قلب لي
هذا ما تردده الفتاة وهي تبحث عن شيء يستحق المضغ ,شيء يستحق فمها ذا التدويرة المقطوعة عند المنتصف حيث تخرج لسانها كلما عدت طفلاً يتكور في حضنها ذي العمق المناسب للاختباء من هذا الألم .
أي ألم أحمل ؟ وأنا أتكور أكثر كلما إقترب أحد مني ,أنا العادي الملعق من ياقته وقت تدريب الثرثرة ,أنا الجدار الذي يواجه عيون المعدومين ,وجه مليء بعاطفة المحجوزين على الجانب الآخر من هذا البؤس .
فماذا أفعل كي أنقذ وجهي من الوشوم المتناثرة من جباه مزقها الرصاص ؟
ببساطة
هناك من يضغط عليك بكلا يديه
ليحشرك في مخزن رصاص .