موسى حوامده"إلى عقيل علي.. إلى روحه طبعا؛ فقد مات مهملاً ومرمياً في شوارع بغداد مات مهجوراً في محطة باصات.
مات وهو يحمل قصيدةً في جيبه، يشيِّعُ فيها العالم، ويرثي الحياة. بُحْ يا دمَ العراقي بالنَّشيج،بحْ بالعَويلِ على خُطى أنكيدو بحْ بالحرائق للنار تكلم بتلك اللغةِ الآشوريةِ المعلقةِ عندَ قبرِ تَمّوزتَمْتِمْ بهذيان جلجامش لزهرةِ الخُلود بحْ يا جَسدَ الشاعر بالهزيمة بُحْ بالنقمةِ والضياع عند محطةِ الباصات وفي سيارةِ الإسعافِ الشاخصة لنقل الخردة،اعتَنِ يا دَمَ العراقي بماء الخليج، زدْهُ طمياً وشِعراً وَخَوَرَاًعلِّقْهُ على سَعف جيكور وفي حديقة البريكان فوق سرير السياب في الكويتفي منافي بلند والبياتي وسعديفي موت رعد وجان في تجاعيد الصايغ في نشيجِ سركون في صمتِ نازكَ وانزواءِ مهديفي بيارقِ الحسين،في دَمِ السلالة فوق بلاطِ الخيانة عند عتباتِ النجفتحت منابعِ التاريخ المرتعشفي سجنِ أبي غريبفي حريق الوشايات.بُحْ يا نجيعَ الموتِ بالفاحشةقُدْ عشتارَ من يديها قَدِّمها وَجبةً لهولاكو المخصي عَلّقها زينةً على مقابرِ السُومريينجداراً في زَقُّورةِ بابل قَدِّمها تبغاً للمرتزقةزَوِّدْ دمَ الضحيةِ بعطرِ الجُناةكلُّ الجناة من نبوخذْنَصَّر حتى مَطلع القصيدة.اليومَ يذوبُ حديدُ السماء تذوي جدائلُ التمورتنز جثة الشعر دماً حراماً.مرارةُ النشيدلم تحرسْ نشوةَ القصيدةبياضُ الموتينامُ في أرض الرافدين.طوبى للقتلة طوبى للقبور طوبى للمُومِسات في كلِّ العصور طوبى لدم الحروف وخيانة الريح.
يـــــا دمَ الـــعـــراقـــــي
نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:15 م