TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: مونديال الإعلام العربي

كلمة صدق: مونديال الإعلام العربي

نشر في: 24 يونيو, 2018: 07:17 م

 محمد حمدي

بعيداً عن النتائج المخيّبة للفرق العربية مجتمعة في مونديال روسيا 2018 وإنعدام فرصها في التأهل الى الدور المقبل وما قيل عن ذلك من أسباب كثيرة معروفة لخّصت الواقع الصعب وإنعدام المقارنة مع فرق العالم الكبيرة يبقى للتداول الإعلامي اليومي والتغطيات الخاصة لبلدان الفرق العربية المشاركة وأقصد بها مصر وتونس والمغرب والعربية السعودية إيجابية كبيرة ومهنية عالية فاقت حجم الاخفاق.
وصل رجال الاعلام والفن الى مكامن الشعب وتفاعلوا معه وأثروا المشهد الرياضي بوضوح، ولعل في التجربة المصرية الدليل الواضح على عمق ورصانة ومهنية الإعلام الرياضي الى درجة الدمج والتسخير لجميع القضايا الوطنية واختزالها بمهمة المنتخب وتواجده في روسيا وقد شاهدنا لفيف المدربين واللاعبين الدوليين القدماء وهم يؤدون دورهم بفواصل انشادية جميلة أثناء البرامج الرياضية تحضّ اللاعبين والجمهور على التحلي بالصبر وتحمّل النتائج، فمجاراة الفرق الكبيرة والاحتراف واللعب النظيف سيتكفل بتكوين نظرة عالمية إيجابية عن اللاعب والمشجّع المصري وبذات الكيفية التي تعاملت الصحف والبرامج في التحليل المهني بمشاركة النخب الرياضية المختصة وكبار الإعلاميين ولم نسجّل شائبة تمس سمعة نجم رياضي أو عضو اتحادي أو منبر إعلامي حتى ليحس أحدنا أن الجميع يقفون في جبهة واحدة مدعمة بحب الوطن والتسامح والروح الرياضية العالية.
كنت أشاهد هذه التغطيات ومعها أتابع عديد برامجنا وما كانت تسير عليه من نسق تسوده روح المؤامرة واستنطاق الأضداد لكسب الإثارة في الاتحاد الكروي والأندية والمؤسسات الرياضية حتى ليظن المتابع من خارج العراق أن الوسط الرياضي مثقل بالأمراض والأدران التي أصابت الجسد الرياضي وانتقلت الى الجمهور المعاقب في الدوري الماراثوني وإبعاد المدربين والمحاكم وكيل الاتهامات بالعمالة للاجنبي والفساد الذي يحط من قدر رياضتنا أولاً قبل أن يُمسّ نجومنا ويُثلم من مهنية الإعلام في التعاطي الموضوعي والنقد البناء في أوانه وليس بأن يكون طبخة اليوم المفضلة على مدار الأسبوع كما نشاهد يومياً.
تصوّرت أو تخيلت في لحظة شاردة أن منتخبنا الوطني هو أحد الفرق المشاركة في مونديال روسيا وانتابتني حالة من الضحك وأنا أقرأ أن 250 إعلامياً وفناناً من العربية السعودية يشاركون المنتخب في التواجد والتنافس وأن هؤلاء نظّموا عدداً من المعارض الفنية والثقافية للترويج لبلدهم بطريقة حضارية نقلوا بها عالماً مصغّراً من التراث والأنشطة والصناعات المحلية ومثار الضحك اننا لو فعلنا وأرسلنا ذات العدد للتغطية فهو بالتأكيد سيكون من حصّة المسؤولين والمتنفّذين وعوائلهم وآخر من يتم التفكير بدوره هو الإعلامي والفنان والمثقف والمتبقّي في أرض الوطن سيمارس دوره المثير في الإشارة الى هذه الخروقات وتهميش دوره دونما نتيجة تذكر.
استدركت الوضع وأنا أعود بالذاكرة الى مشاركة عراقية قريبة وضحكت أيضاً أن أي شيء من تخيّلاتي لم يحصل، فلم ولن نتأهل لمونديال العالم ونحن على هذه الدرجة من التشتّتْ والانقسام في جميع القضايا الرياضية وحمدتُ لبلداننا العربية إنها تمكّنت من نقل صور إيجابية عن الجمهور والتفاعل الإعلامي المثمر هناك في روسيا.
أخيراً أرجو أن لا يُفهم كلامي على أنه إجماع بالمجمل للبرامج المحلية على العكس تماماً فهناك برامج وتغطيات ناجحة من جميع الصحف والوكالات والقنوات الفضائية تتابع الحدث العالمي الأكبر وتنقل تفصيلاته بمهنية، ولكن ما تناولته هو إشارات إيجابية تلامس الإعلام العربي من حولنا وتكون جديرة بالاهتمام والاحترام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram