TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: البنسلين وسلالاته!

السطور الأخيرة: البنسلين وسلالاته!

نشر في: 24 يونيو, 2018: 07:26 م

 سلام خياط

بعدما عانت الإنسانية - طويلاً - من شرور الأمراض الجرثومية القاتلة ، فإذا بعقار البنسلين ( وسلالاته ) من المضادات الحيوية تغمر الأسواق وتكون سبباً ناجعاً في الشفاء فكيف إهتدى الإنسان لهذا العقار ؟ وكيف نجح بإستخدامه ؟
إثنان من علماء الطب يقترن إكتشاف البنسلين بإسميهما : الأول هو السير (فيلمنغ )الذي إكتشف البنسلين ، والثاني هو (هوارد فلوري ) الذي وضع العلاج موضع التنفيذ والتطبيق.
كانت أولى التجارب التي أقدم عليها الدكتور فلوري ، انه عزل ثمانية من الفئران البيض ولقحها جميعا بآخطر انواع الجراثيم العنقودية ، ثم إختار منها أربعة لتظل بدون علاج ، بينما صار يحقن الأربعة الآخرى بالبنسلين كل ثلاث ساعات ،، في صبيحة اليوم التالي كانت الفئران الأربعة الأولى قد ماتت ، والأربعة الأخرى ما تزال حية وتتماثل للشفاء … وهكذا أثبت البنسلين فاعليته بنسبة مائة في المائة ،، وعلى ذلك صرح ( فلوري )ان بإمكانه إنقاذ البشر مثلما أنقذ الفئران … إلا إنه إصطدم بعقبة مؤسفة وهي أن الجسم لا يحتفظ بالبنسلين طويلاً ليستفيد من مفعوله ،، فكأن العلاج كمثل صب الماء في اناء مثقوب .
تجلت خطورة الدواء كونه ليس البلسم المنشود إلا اذا تم إنتاجه على نطاق واسع ،، ولكن من هو المجازف الذي يجرؤ على المخاطرة بتمويل مثل هذا المشروع الذي لم يحقق نجاحاً مرموقاً بعد ؟؟
تتجلى عظمة (فلوري ) في مثاليته العلمية حين وجد إن عليه أن ينصرف إليه تماماً متخلياً عن كافة أعماله الطبية .. فإنزوى في مختبره ليعكف ومساعده على إستنبات فطر ( البنسليوم ) وإنتاج البنسلين .
قد نسمع كثيراً عن التضحية وتتباين صورها في الأذهان ، لكنها تتجلى بآسمى معانيها في رجل ضحى في سبيل العلم بكل مصالحه الخاصة وتفرغ للبحث عن نتيجة لا تمثل له نفعاً مادياً ،
في شهر تموز من عام( ١٩٤١ )كان الدكتور فلوري قد إستخرج كميات من البنسلين ، فضلاً عن (١٨٧) تقريراً مفصلاً عن كيفية المعالجة به ،،بعدها سافر للولايات المتحدة الأميركية . حيث استطاع أن يقنع المؤسسات الطبية المرموقة بآهمية إنتاج البنسلين بكميات ضخمة ،، وبذلك تم للإنسانية نصر جديد للتغلب على المرض .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram