علي حسين
لم يكن طَرفَة بن العبد وهو يبحث عن أطلال خولة يعرف أنه بيت شعره"يأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ"سيذهب مثلاً، وسنردده مثل المحفوظات الوطنية صباحاً ومساءً ونحن نسمع أو نقرأ، آخر عمليات التجميل التي تجرى للتحالف الوطني، تقول كلمات أغنية للأميركي بوب ديلان الذي خطف جائزة نوبل :"البؤساء وحدهم من يتحمل آلام الحياة". فات السادة المجتمعون على ترميم التحالف الوطني، أن بؤساء العراق هم من يحتاج الى ترميم، وأن ظهور سامي العسكري وإعادة الحياة لكمال الساعدي واستمرار فخامته في صدارة المشهد هو من سيجعلنا نعيش بلا حلّ!
كنتُ وأنا أستمع إلى حيدر العبادي وهو يقول"إنّ العملية السياسية تحتاج إلى توافق لكن ليس على حساب البلد"، أقرأ في مذكرات بوب ديلان"أخبار الأيام"التي يخبرنا فيها أنّ الإنسان دائما ما يتعلق بأمل زائف، سيقول البعض، بماذا تفكر يارجل، الجميع اتفق ولم يبق سوى خطوات على انضمام دولة القانون لـ"التحالف الوطني"الذي تحول إلى"الفضاء الوطني"، ياسادة لا أعرف بماذا يفكر المواطن العراقي وهو يشاهد ما جرى في انتخابات تركيا، ما إن انتهى التصويت حتى أعلنت النتائج، نحن من جانبنا "عرّقنا" الانتخابات "فأصبح لزاماً أن يبصم عليها سليم الجبوري بالعشرة، ثم تذهب باتجاه مشعان الجبوري الذي سيصرخ"مزوّرة"، بعدها تطوف على بيت الكربولي لتنال رضاهم. بدأ ذلك منذ أن أعلن نوري المالكي عام 2010 عدم رضاه على النتائج، ولا بدّ من إعادة العدّ والفرز، ولا يهمّ أن تنقلب الصناديق على رؤوس الناخبين، أو تضاف صناديق جديدة، صحيح أن ذلك يدخل في باب التزوير، لكنه أيضا يصبّ في مصلحة المواطن ويبعد عنه المفاجآت والمفخخات.
إذا كنتَ مثلي تقرأ الأخبار، هناك عنوان أكثر استفزازاً لنا نحن الشعب الناكر للجميل.. إليك هذا العنوان : أُدخل صهر ملك إسبانيا السجن،، بعدما حكم عليه خمس سنوات بتهمة التهرب الضريبي، فيما منع الملك شقيقته من الاحتفالات الرسمية، بينما نوّابنا مكلّفون شرعياً بالجلوس على كرسي البرلمان،، المواطن العراقي سيضحك مثلي فهو سيتذكر حتماً الحكم الذي صدر على جواد الشهيلي بتغريمه 200 دينار عراقي في قضية فساد بمئات الملايين.. رددوا معي : "سالم تحالفنا"