TOP

جريدة المدى > مواقف > اليمن .. حينما تكون الحرية محصورة في حمّامات العرائس

اليمن .. حينما تكون الحرية محصورة في حمّامات العرائس

نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:25 م

ترجمة : اسلام عامرفي بلد لا تسمع به أصوات النساء الرزنات و المتشحات بالعباءات السودا  الطويلة و المخبأة وجوههن بالنقاب يكون حمّام العرائس المكان الدافئ للورود المتفتحة.كل امرأة في حمام النساء تزدان بلون جميل من الألبسة
 فإحداهن ترتدي وشاحا اخضر و الأخرى ترتدي وشاحا اصفر و فيروزي وثالثة ترتدي وشاحا مطبوعاً عليه صورة فهد ٍ لونه  قرمزي و اخرى تلبس الاصفر المطرز بالذهب. لكن هل كان ذلك الحديث عن اليمن عن سراب ٍ غريب؟»في الحقيقة انه أمر سيئ بحق» هذا ما قالته سميرة طاهر و هي احدى النساء في الحمام»اذا شاهدتني في مصر فإنك ستراني ازدان بأحدث صرعات الموضة و  اسرح شعري بأحدث القصات و أضع مساحيق التجميل لكن هنا اتلفلف بعباءة سوداء فإذا ارتدت المراة  اليمنية ما تشاء سيكون ذلك فضيحة لا محال»ففي بلد ٍ يرى معظم زواره ان النساء فيه هن الأكثر صمتا و رزانة مرتديات ٍالعباءة ٍ سوداء و مغطيات  وجوههن بنقاب ٍ اسود فإن حمام العرائس أشبه بالمكان الدافئ لتفتح الأزهار.ان النقاب يكاد يكون موجود في كل مكان في صنعاء فحتى الفتيات الصغيرات يرتدين النقاب ليتعودن عليه.لكن اتبع الصوت و انقر على الأبواب لترى الحقيقة التي تتمتع بها النساء بالواقع المشابه لحرية الرجال سترى خلفها لحظات ٍ جميلة تنزع فيها الطبقات لتر  فيها الزخارف الثقافية.في حمام العرائس  تقضي النساء اوقاتهن بتناول فطائر الشوكولا و الرقص المتناغم على اصوات الموسيقى الصاخبة فتتعالى الضحكات و عندما تطفئ الموسيقى و يؤكل كل ما في اطباق العرس تبدأ عملية اعادة وضع النقاب الذي ترتديه النساء اليمنيات و  الذي فيه شق صغير لظهور العينيين قد اصبح رمزا لعدم المساواة بين الرجل و المرأة في اليمن و ذلك بين الشيوخ المحافظين في اليمن و الساسة اليمنيين من جهة و اليمنيين ذوي الطبائع الغربية و الناشطين في مجال حقوق المرأة من جهة اخرى.»اني مسلمة اصوم و اصلي و اتبع ما جاء في القرآن لكن النقاب المذكور في القرآن  ليس له صلة بالاسلام فلم يذكر في القرآن أي شيء يوجب على المرأة ارتداء النقاب»هذا ما قالته رمزية اليرياني و هي رئيسة اتحاد المرأة اليمنية في صنعاء.و سلحت اليرياني نفسها و زائراتها بنسخ مصورة من النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة التي تدافع عن حقوق المرأة و قالت ان النقاب قد دخل الى اليمن على يد طائفة متطرفة نشأت في العربية السعودية.قبل ثلاثين عاملا كانت المرأة اليمنية ترتدي الملابس الكلاسيكية و الغربية و تتشارك الوجبات مع الرجال.وقال نائب الحاكم الحالي لمدينة عدن الجنوبية ان «والدته كانت ترتدي الفساتين القصيرة»اذا تقبلنا النقاب فإن العديد من الأمور غير المتسامحة و الرجعية ستفرض علينا بالتالي.»نحن الآن في حرب مع هذه الطائفة التي جلبت النقاب الى اليمن الأمر الذي يجعل منا أعداء لهم»حازت هذه الطائفة و المحافظون السياسيون على عقدين من القوة و السلطة في الحكومة اليمنية و المجتمع اليمني ،ففي السنوات الأخيرة قامت تلك الطائفة بتهديد اتحاد المرأة من خلال ارسال الرسائل النصية الهاتفية المهددة الى قياديات الاتحاد و قاموا بنشر الكتيبات التي تشجب التنظيمات المعادية للمسلمين.»يحمي القرآن و يحترم و يحافظ على المرأة» هذا ما قاله الشيخ علي ويرافي و هو احد اتباع تلك الطائفة التي جلبت النقاب الى اليمن «نحن نلزم بتغطية وجوههن لتوفير الحماية لهن فلديهن ما يحتجن و العالم بأسره بين ايديهن و لا نحتاج الى تلك الأفكار الغربية المفروضة على ثقافتنا»و إدرج اجتماع اقتصادي عالمي النساء اليمنيات على رأس القائمة كأسوأ بلد في المساواة بين حقوق المرأة و الرجل و للمرة الرابعة على التوالي حيث تتزوج معظم الفتيات و هن في اعمار ٍ تتراوح بين 12 و 16 او حتى بين الثامنة و التاسعة و ذلك من رجال لم يلتقين بهم من قبل بتاتا و يتحملن بعد ذلك عبء 5 الى 3 اطفال و يفضل ان ينادى لهن بأم فلان او فلان او زوجة فلان و الا فإن غير ذلك سيكون امرا متعبا .و في حمامات العرائس تتباين الأفكار فتقول فائزة حسين و هي إحدى النساء اليمنيات القلائل اللواتي تلقين تعليمهن الجامعي : «ان الدول الغربية تركز اهتمامها على أمر النقاب من دون اي داع»و قالت ان الغرب يكرهوننا لاننا نرتدي النقاب لكني ارتديه لأنه يجعلني اشعر بالحرية فعندما ارتديه استطيع الضحك و الكلام و الأكل في الأماكن العامة بحريتي اني اخترت ارتداء الحجاب و هذا خياري»و قالت بنت فائزة  (شذى العموري)  لقد قضينا سنة في مدرسة ثانوية في تكساس حيث يبصق معظم الطلاب غضبا على اجابة والدتي»»انها محقة لان اليمنيات لا يستطعن الضحك و الاكل في الاماكن العامة حيث يحدق الناس عليهن»و على خلاف والدتها و اخواتها تفضل شذى عدم ارتداء النقاب على الرغم من سماعها الكلا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram