علي حسين
تقوُّس في القدم منعه من أن يحقق حلمه الأثير، ويصبح أحد أبطال منتخب الأورغواي، لكنه مع مرور السنين اكتشف أن العالم لا يختلف عن ملعب كرة القدم، فقرر أن يصبح صحفياً في محاولة للبحث عن إجابة على سؤال يؤرقه:"لماذا نرى السياسيين يتحدثون لكنهم لا يقولون شيئاً؟
عندما كتب إدورد غاليانو كتابه"كرة القدم بين الشمس والظلّ"كانت العبارة التي أصرّ على وضعها على الغلاف تقول :"إنّ كرة القدم هي مرآة العالم، تقدم ألف حكاية وحكاية فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدّى الصراع بين الحرية والخوف ونحن في أوج ديانة السوق، كرة باتت تخضع لقوانين السوق، يلعب اللاعبون من أجل الربح أو لمنع خصومهم من الربح، فيما يظهرون بين الناس كمن يجعل الوهم ممكناً".
من العبث الادعاء بأننا لا نتابع فصول كأس العالم. برغم انشغالنا بمباريات أخرى تجري داخل قاعة مجلس النواب العراقي، وبين متابعة إخفاقات ميسي ونجاحات رونالدو وأهداف المواطن الإنكليزي كين الذي ذكّرني بالممثل العبقري أرسون ويلز وفيلمه الشهير"المواطن كين"حيث يصبح موت شخص واحد، الخبر الأكثر إثارة في العالم، اما موت العشرات وخطفهم وتعذبيهم، فلا مكان له داخل قبة البرلمان العراقي الذي تصر فيه حنان الفتلاوي هذه الايام على معاقبة المزوّرين، ويبدو أن الفتلاوي تعاني من تقوّس في الذاكرة منعها من أن تتذكر أنها كانت تسخر على مدى سنوات من الذين يقولون إنّ هناك تلاعباً بالانتخابات :"لم يجدوا سوى التلفيق والحديث عن تزوير الانتخابات ليستميلوا به عواطف البسطاء"كان هذا عام 2010، وهو العام الذي دخلت فيه حنان الفتلاوي مجلس النواب بقدمها اليمنى.. تتحدث السيدة النائبة بأريحية عن السعر الذي وصله مقعد مجلس النواب بالعملة الصعبة، لكنها مثل زملائها صامتة امام خبر اختطاف 17 مواطناً عراقياً، فالمسالة الاهم الآن، البقاء على كرسي البرلمان إلى ما لانهاية.
قاد لويس سواريز دولته الصغيرة الأورغواي للفوز على روسيا النووية، لم نشاهد الجيش الاحمر بأسلحتة الثقيلة يهتف في الملعب، لكننا شاهدنا كيف أصرت عشيرة عراقية على أن تستخدم الأسلحة الثقيلة والهاونات لأن فريقها خسر في ملعب الجبايش، بماذا يذكركم هذا الخبر العجيب..بحديث السيد نوري المالكي قبل شهر: إما الفوز أو الحرب الأهلية!