TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دليل الحيران بين الأعرجي والأسدي

العمود الثامن: دليل الحيران بين الأعرجي والأسدي

نشر في: 26 يونيو, 2018: 08:51 م

 علي حسين

هل شاهدت مثلي"القامة التاريخية"بهاء الأعرجي، جالساً إلى جانب"القامة الأمنية"عدنان الأسدي؟ هل قرأت ما هو مكتوب تحت الصورة من تعليق : تمديد عمل البرلمان من أجل إنقاذ البلاد من الأعداء المتربّصين.
سأطلب منكم أن تضحكوا قليلا، وتتركوا"أبو الطيب المتنبي"منشغلاً بالحديث عن نكد الدنيا، كلما التقى بمثل هذه الوجوه. يريد السادة"القامات"أن يخبرونا أن لاضير في التنازل عن القيم وإلغاء المقاييس الأخلاقية، فالسياسة مثلما يقول الأب الروحي للانتهازية عدنان الأسدي تعني اللعب على أكثر من حبل.
يقول بهاء الاعرجي :"لديّ معلومات أن التحالف الوطني إذا لم ينتخب رئيس وزراء فإن الاميركان سيضعون احد القضاة رئيساً مؤقتاً للبلاد"ثم يلتفت الى عدنان الاسدي الذي يهزّ رأسه، ويضيف هذه معلومات خاصة
وسأترك لكم عدنان الاسدي يتحدث بلسانه، في محاولةٍ لفهم سر نشاطه المفاجئ حيث أخبرنا أن عدم استمرار البرلمان بعد نهاية مدته الدستورية، سيجعل قوى معادية تشكل حكومة إنقاذ.. بعدها يبتسم ويقول مثل صاحبه..هذه معلومات خاصة.
في البرنامج الذي ظهر به"القامتان"كان بهاء الأعرجي وزميلة عدنان الاسدي يعيشان وَهم أنهما ثائران على النظام السياسي، ثم يخرجان بنتيجةٍ مؤداها أن العراقيين لايزالون يهتفون باسميهما، وهي الهلاوس التي لاتزال تراود جميع الخاسرين في انتخابات 2018.
يسقط كبار المسؤولين، في سلاح الكذب والفشل الوظيفي، لذلك قال نابليون ذات يوم لأحد ضباطه : إياك والكذب على جنودك، فهو أول الطريق لخسارة الحرب، لو حدثت قصة عدنان الأسدي مع الفشل الأمني والسرقات التي رافقت شراء أجهزة كشف مفخخات وهمية، ولو اتهم مسؤول أوروبي بربع ما اتُّهم به بهاء الأعرجي من صفقات فساد وعمولات واستغلال للمنصب، لكانت حكايتهم تحولت إلى رواية من روايات الصحافة، لكنها حصلت في زمن لا صوت يعلو فيه على صوت العبادي، وهو يتحدث بالسنسكريتية عن محاربة الفساد.
عَلامَ التغيير إذن، إذا لم يكن في الإمكان الحصول على مسؤولين وسياسيين أفضل من الاعرجي والاسدي والكربولي؟ ما الذي سيتغير اليوم ما لم نغيّر قوانين الأمس، على ماذا يتحدث عدنان الاسدي بكل ثقة؟ على المأساة التي عشناها ايام سيطرته على وزارة الداخلية، وماذا يريد أن يخبرنا بهاء الأعرجي عن اكتشافه المذهل ان أصلح رئيس وزراء هو نوري المالكي!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram