اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: مهزلة

مجرد كلام: مهزلة

نشر في: 27 يونيو, 2018: 07:46 م

 عدوية الهلالي

أعرب أحد النواب العراقيين عن سروره البالغ بتوحد كلمة عدد كبير من النواب وتصديهم بقوة وصلابة لنتائج الانتخابات الأخيرة التي أقل مايمكن أن يقال عنها انها كانت ( مهزلة ) تاريخية ، فقد ضربت الرقم القياسي في حجم العزوف عنها وضربت رقماً قياسياً آخر كما يبدو في التزوير والتلاعب في النتائج في الداخل والخارج ، وأهم رقم قياسي حققته هو طول فترة مخاضها الذي لايعرف أحد أن كان سيسفر عن ولادة جنين مشوه أوتوأم سيامي أو ربما ينتهي بوفاة الوليد وبدء مرحلة أخرى من التزاوج السياسي ..
هلل النائب بفرح هاتفا :" لقد نهضنا ، ووثبنا وثبة كبرى ، ثرنا وتمردنا ضد الواقع الحالي " مشيراً الى اعتراض البرلمان على نتائج الانتخابات واتهام الكتل الفائزة بوجود تزوير مؤكد والمطالبة باللجوء الى العد والفرز اليدوي للخروج بنتائج جديدة خاصة بعد الحوادث ( العرضية) من حرق لصناديق الاقتراع ثم سقوط اجهزة البايومتري في مخازن مفوضية الانتخابات ووفاة احد الموظفين وإصابة آخرين ..ربما يظن هذا النائب المتحمس ان برلمانه حقق مالم يحققه برلمان آخر من شفافية وقوة ووحدة ، متجاهلاً مابلغه المواطن العراقي من وعي يمكنه من تمييز ماهية برلمانه العتيد ، فهو يمرمنذ أربع سنوات بمرحلة الموت السريري عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات تخدم الصالح العام بل إن العديد من القرارات ظلت غافية على الرفوف بانتظار تشكيل البرلمان الجديد وتصويته عليها ، فلا ضير أن يتأخر البت بالقرارات مادام هنالك برلمان قادم سيرث سابقه !!
أما عندما تعلق الأمر بمصالح النواب الشخصية فهاهم يقفون صفاً واحداً لتشريع التعديلات على القانون الانتخابي خلال أيام قليلة بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والفكرية والايديولوجية ..انها (المصلحة الخاصة) اذن التي تحرك العملية السياسية في العراق ولاشيء غيرها ، ومن أجلها يمكن أن يبتسم الاعداء في وجوه بعضهم البعض وأن تتحالف الكتل المتنافرة وتتوحد الرؤى لغرض تمديد عمل البرلمان في سابقة لم تعرف البرلمانات مثلها ، فكل شيء جائز وممكن في عراق التناقضات ابتداءً من إعادة حساب نتائج انتخابات جرت بالطريقة الالكترونية التي (ماتقبل غلط) في بقية دول العالم ، وحتى تعاقب الحوادث العرضية التي تضع المواطن العراقي أمام حقائق شاخصة مفادها اننا نعيش وسط المجرمين والمخادعين، فهنالك من ارتكب جريمة حرق نتائج الانتخابات ومن ارتكب جريمة تزوير تلك النتائج ( المخلة بالشرف) ،وهنالك من يناور لتجنب عملية العد والفرز اليدوي الكامل أو يلجأ الى عقد تحالفات سابقة لأوانها لضمان تشكيل كتلة تصمد بوجه كل التصدعات حتى لو كان أطرافها (متنافرين) ، فالمهم أولا وأخيراً هو غلبة (المصالح الخاصة) ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram