TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الدم الرخيص

العمود الثامن: الدم الرخيص

نشر في: 27 يونيو, 2018: 08:25 م

 علي حسين

في كتابه"مراسل"يخبرنا الصحفي الأميركي الشهير سايمون هيرش أنه بعد حصوله على جائزة بوليتزر عن تحقيقاته الصحفية المثيرة، طلبت منه صحيفة نيويورك تايمز أن يكتب مقالين في الأسبوع. لكنه من دون أن يفكر في العرض أعلن رفضه، فقد اكتشف أن في إمكانه أن يكتب مقالا واحدا، أما أن يكتب اكثر. من أين يأتي الأفكار، لكنه في مقال أسبوعي واحد باستطاعة القضاء على مستقبل رئيس الوزراء لو اتهمه بعدم الحفاظ على حياة مواطن واحد، في بلاد النهرين أمام الكاتب من أمثال جنابي الذي يتوهّم أنه"مهمّ"ويمكن أن يقرأ له أصحاب الكراسي، وفرة في الموضوعات، ولهذا وجدتني اليوم في حيرة، هل أكتب عن نكتة حيدر العبادي التي طالب فيها الجماعات المسلحة أن"تستحي"و"تنزع"أسلحتها بنفسها! أم أكتب عن استمرار الأحزاب"المؤمنة"بحوسمة بيوت المسيحيين، أم عن القرار التاريخي الذي أصدره مجلس القضاء بمنشادة الإنتربول لملاحقة الإعلامي هاشم العقابي،لأنه تجرّأ وتحدّث عن بعض"الخطوط الحمر"؟ سيقول البعض ياصاحب العمود الثامن، لماذا تلفّ وتدور ولا تتحدث عن استشهاد عدد من أفراد القوات الأمنية على يد عصابات داعش، هل أصبح الدم العراقي رخيصاً إلى هذا الحد .
نعم أيها السادة أصبح الدم العراقي رخيصاً، والسبب نتحمله جميعاً، لأننا بعد أيام سننسى هذه الجريمة، مثلما نسينا ما جرى في الموصل وجسر الأئمة وبغداد الجديدة والشعلة، وانفجار مدينة الصدر، فلا تهتمّ عزيزي القارئ،لأنّ كلّ الذين شغلتهم هذه الجريمة سيستخدمونها مادة في مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر، وسيخلدون إلى النوم العميق بعد أن يوهموا عوائل الضحايا بان الحكومة اقتصت من المجرمين.
ليس مهمّاً عدد الضحايا، ما دمنا نعيش في ظل جمهورية"اصحاب التقوى"، ما دام سرقة دارالمسيحي عملاً بطولياً، ما دام البعض يعتقد أننا بحاجة الى إعادة ضبط منظومة الأخلاق، ما دامت الأجهزة الأمنية تعتقد أنّ إلقاء القبض على سيارة تحمل زجاجات خمر، أهم وأكثر ثواباً من القبض على مجرم قتل مئات الأبرياء!
عزيزي المواطن، لا شيء سيتغير، العبادي سيحيل حادثة مقتل المخطوفين إلى لجنة مختصة، والمختصة ستحيلها إلى مهنيّة، والمهنيّة ستحيلها إلى جهة امنية ستخرج على الناس لتقول لهم ان"الدواعش ناقضين للعهود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram