بغداد/ المدى
مع ما شهده العراق من حدث ثقافي مهم وهو إقامة المؤتمر الفكري الدوري لاتحاد الأدباء العرب في العراق، بعد رفع الحظر الثقافي عنه، أُقيم مهرجان الجواهري بدورته الثانية عشرة (دورة الشاعر مظفر النواب) على خشبة المسرح الوطني حيث انطلق المهرجان منذ يوم الخميس الفائت واستمر على مدى يومين، جاء المهرجان مُتحدّيا للظروف السياسية والأمنية التي يعيشها العراق، فلم تبتعد القصائد المقدمة كثيراً عن الواقع العراقي الذي نعيشه اليوم، وقد قدمت اسماء عراقية كبيرة العديد من القصائد إضافة الى ما قدمه شعراء عراقيون ...
افتتح الحفل بعرض فيلم بعنوان (وتريات جواهرية) من أعداد اتحاد الأدباء والكتاب في العراق الذي يحاكي حياة شاعرين كبيرين أخذت أعمالهم العراقة وامتزج أسلوبهم بحب الوطن والتغني به من خلال قصائدهم، ثم ألقي الطفل صادق علي الغريفي قصيدتين للجواهري.
وقال الأمين العام للاتحاد الأدباء والكتاب العرب حبيب الصائغ في كلمة له خلال حفل الافتتاح "أحيي معكم ومن خلالكم العراق العظيم الذي استعاد اليوم روحه ونفسه بعد أن انتصر على تنظيم داعش الإرهابي وقوى التكفير والظلام فهو الأجدر كعادته بالنور ولا يليق به إلا النور."
وأضاف الصائغ" العراق اليوم يجمعنا والجواهري شاعر العرب الأكبر اليوم يجمعنا، ولا يمكن للإنسان أن ينسى كونه شاعراً وهو في بغداد وفي لغة الشعر وتقاليد الشعراء أن الشكر للبلد المستضيف حين يكون العراق محرم شرعاً هل نشكر العراق على استضافته المكتب الدائم، باختصار أننا نشكر ونحل اليوم في البلد الذي حل فينا طويلاً، مشيراَ، أن الجواهري هو أحد دعاة الحرية الكبار في الوطن العربي وفي العالم وعلينا نحن تلاميذه علينا أن نتعلم كيف تفهم الحرية مع ذاته وفي علاقته مع الآخر."
وقال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر إبراهيم الخياط "أن أكثر من مائتي شاعر وأديب فضلا عن الأدباء العرب سيشاركون في هذه التظاهرة الكبيرة التي انطلقت اليوم والتي تجمع بين عمالقة الشعر العربي والعراقي حيث أن دورة المهرجان تحمل اسم الشاعر الكبير مظفر النواب وبذلك نكون قد أدينا جزء كبير من الوفاء لهذين الرمزين."
حيث قال الشاعر موفق محمد " إن الشعر خبز العراقيين الباحثين عن الخلود، وإن هذا البلد يمرّ بسلسلة من الآلام والخرابات التي لا يمكن ان نحتجّ عليها إلا بواسطة القصيدة لهذا نحن ومن خلال كلماتنا نُسلط الضوء على الواقع."
أما عن قصيدة الاحتجاج على الواقع السياسي الراهن، فلن يغيب اسم الشاعر الكبير كاظم حجاج الذي أشار قائلاً " قدمت قصيدة سياسية ثائرة تحتج على سياسيي الصدفة والوضع الراهن، ذلك إننا لانزال سواء أكنا أحياءً أو أمواتاً نحن ضحايا للارهاب الداخلي والخارجي، وللمحاصصات السياسية البائسة التي جاءت بما هو اسوأ من التقسيمات العراقية."
شعراءٌ عرب يحتفون بالمدينة، ويفخرون بزيارتها وقراءة القصائد فيها حيث يقول الشاعر الكويتي عبد الله الفيلكاوي "سعدت وفرحت بقدومي الى بغداد لأقف على منصة شاعر كبير كالجواهري وألقي قصائدي، وهذا المهرجان يؤكد للجميع أن حياة المدينة البغدادية تعود من جديد وتبث في كل المجالات."
كما ذكر الناقد د.أحمد الزبيدي " لم يكُن أحد يعتقد أن الحظر الثقافي يرفع عن العراق، وحضور رؤساء اتحادات دول عربية أخرى مسؤولون في اتحاد الادباء العرب هذا أكبر اعتراف على أن العراق مهم ثقافياً، رغم أن هذا الاعتراف جاء بعد غياب طويل وطول انتظار إلا انه جاء وحقق ما كُنّا نبتغيه."