الكتاب: كليوباترا.. سيرة حياةتأليف:ديوين و. رولرترجمة: المدى يسترجع اسم كليوباترا ومضات رخيصة من بريق هوليوود، امرأة تتقلد المجوهرات، وليست المرأة القوية التي تقود الجيوش،
أولئك الذين يعتقدون إنهم يعرفون الكثير عنها،لا يتذكرون غير شهرة غامضة كأمراة جميلة، ذي دهاء، تغوي الرجال. إنها بالنسبة إلينا شخصية اقرب الى الخيال من الحقيقة، في حين إنها كانت سيدة المكان والزمان اللذين عاشت فيهما.وتتحدث المؤلفة عن كليوباترا ملكة مصر التي عاشت من 67 -30 قبل الميلاد. وبينما تلعب كليوباترا دوراً في الدراما الكبيرة لسقوط الجمهورية الرومانية و مولد الابراطورية، فإن تلك المرحلة الحاسمة من التاريخ قد أضفت على دورها أهمية خاصة،ولولاها لما كان لها شأن يذكر. وفي موضوع" كيلوباترا"، فإن كلمة" سيرة حياة" تبدو غريبة، توحي بكثرة المعلومات التاريخية المنتشرة عنها. ولكن المؤلف رولر، المؤرخ والباحث الكلاسيكي والآثاري، يتحدث عنها من منظور آخر. ففي رأيه ان شخصية كليوباترا تعرضت للدعاية والاستغلال بعد خسارتها ووفاتها، وكانت نتيجة أبحاثه، عمل مهم لا يتناول حياتها فقط بل يعود الى خلفيات تلك المرحلة مغطياً تاريخ ثلاثة قرون من سلالة بطليموس.كان والد كليوباترا السابعة بطوليمي الثاني عشر، مشغولاً بالفتن الداخلية ولكنه أغنى الحياة الثقافية في المدينة الشهيرة"الإسكندرية" ذي الثقافة العالية. ولهذا السبب تلقت ابنته تعليماً عالياً حتى بالنسبة لامرأة من البيت الملكي، وحكمت عندما تسلمت العرش بذهنية متنورة.و يثمن المؤرخ عالياً انجازاتها كباحثة ولغوية ودبلوماسية وحتى كونها قائدة بحرية- على عكس سمعتها التي تكونت عبر الدعاية الرديئة:إمرأة ملكية النسب، تستغل وتغوي الرجال من اجل السلطة.وقد بدأ الأمر بنزاع مع زمرة كانت تؤيد تولي شقيقها العرش، ولكن الأمر لم يتسبب إلاّ بعد وصول يوليوس قيصر عام 48 الى الإسكندرية واستخدام نفوذه من اجل تسلمها السلطة.ومن ذلك التاريخ بدأت سلسة الاحداث التي شكلت أسطورتها- قاتلة بومبي من قبل شقيقها وتحالفها مع القيصر مداهنة، وقصة الابن الذي أدعت نسبه إليه، حضورها الى روما بعد اغتياله، علاقتها الغرامية السّرية المعقدة مع مارك انطونيو والتوأمين اللذين حملتهما منه وأمور اخرى ومنها الحملة العسكرية التي نظمتها بالاشتراك مع انطونيو على اوكتافيوس وخسارتهما في معركة أكتيوم، ثم انتحارها بعد الهزيمة، وهذه الحياة المليئة بالأحداث، قد سحرت، بلا شك، الشعراء والرسامين وإليزابيث تيلور(التي أدت دورها على الشاشة).ويسرد رولر قصة كليوباترا بأسلوب هادئ يجذب القارئ، وعبر فصول قصيرة. فهناك على سبيل المثال: أصل والدة كيلوباترا. هل كانت كليوباترا حقاً الأجنبية الدنيئة- حسب الدعاية التي روجها اوكتافيوس، مواطنة رومانية؟ ثم يورد أوصافها ويناقش كيف تحولت الى رمز(مضمناً كتابه صورة لها على قطعة نقدية، الأثر الحقيقي الوحيد الذي يدل عليها) مع الإشارة الى الرسومات الحديثة.إن شخصية كليوباترا، عبر تلك الأبحاث تبدو متعددة الأوجه، معقدة، حاكمة. هيلينية المنشأ، بإمكانها السيطرة على الحكم بمهارة الحكام والقادة.عن/ الصنداي تايمز