علي حسين
ماذا تسمّي قوى سياسية لاتزال تنتظر الإشارة من إيران لتشكيل التحالف الأكبر، وما الاسم الذي تطلقه على ساسة ومسؤولين اجتمعوا في إسنطبول لتشكيل كتلة أكبرأيضا؟ ستقول أيها الكاتب المتُعِب، هل توجد كلمة في القاموس أفضل من كلمة خائن؟ لماذا لأنهم لم يدركوا، أن عليهم أن يذهبوا أولاً وأخيراً إلى فقراء مدن العراق. ولكن لأننا نعيش في ظل ديمقراطية العراق العجيبة، لم نعد نضع فوارق بين الوطنية والعمالة.
تحتل الاحزاب السياسية الحاكمة عدداً من المحافظات والوزارات يضاف إليها المنطقة الخضراء وجزء لابأس به من الجادرية، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم، فإنها تذهب، إما باتجاه الجارة الشرقية، أو تركب الطائرة لتحطّ عند أردوغان.
منذ أيام والمواطن العراقي مشغول البال بأحوال الصناديق التي احترقت مرة وتفجرت مرة أخرى، ولا أحد يريد أن يقول مَن هذا"السوبرمان"الذي يلبس طاقية الإخفاء ويتحرك بكل أريحية يحرق هنا ويفجر هناك.
كنا نعتقد أن لدى الساسة العراقيين طريقا للخروج من الأزمة، فإذا بنا نقرأ في الأخبار أن سليم الجبوري ومعه جمال الكربولي ومعهما أحمد الجبوري الشهير بـ"أبو مازن"مضافاً إليهم خميس الخنجر يعقدون اجتماعاً في إسطنبول لمناقشة أسهل الطرق في تشكيل الكتلة الأكبر، في الوقت الذي تتجه أنظار ساسة التحالف الوطني، صوب طهران في انتظار إطلاق صفارة سباق التحالف.
ألم يحن الوقت لمراجعة أخلاقية شاملة تجعلنا نطرح السؤال المهم : هل يجوز أن نجد أحزاباً تستولي على المناصب وتتقاسم المغانم، وأعضاؤها ينعمون بأعلى الرواتب وبأرقى الامتيازات، لكنها تناقش قضاياها في دول الجوار، ولا قانون يقف بوجهها، لأنها في عرف هذه الاحزاب علاقات ستراتيجية.
عندما أيقن ديغول خسارته في الإستفتاء الذي أجراه عام 1969، عاد إلى بيته الريفي وظلّ مقيماً فيه الى حين وفاته. لم يطلب طعناً ولا إعادة عدّ وفرز يديوي. لم يتوعد خصومه بحرب أهليه. كل ما فعله جلس في الريف يتسامر مع القرويين.
لا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق، ومع مًن، ولا لماذا، ولا إلى متى! في أميركا ودول أوروبا"الكافرة"ينسحب مرشح من معركة الرئاسة،عندما يُكتشف أنه غشّ في دراسته الثانوية، وليس في"الوطنية!"