اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > أورويــــــل.. قتيــــــل "1984"

أورويــــــل.. قتيــــــل "1984"

نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:56 م

الكتاب: ألف و تسعمائة و أربعة و ثمانونتأليف: جورج أورويلترجمة:عادل العامل (" كان يوماً بارداً ساطعاً في نيسان، و كانت الساعة تعلن الثالثةَ عشرة".)
بعد ستين سنة من نشر تحفة أورويل الأدبية، (ألف و تسعمائة و أربعة و ثمانون)، يبدو ذلك السطر الأول البلوري، الذي ابتدأ به روايته في مزرعة على جزيرة اسكتلندية، طبيعياً و واقعياً كما لم يكن أبداً. لكنك حين ترى المخطوطة الأصلية، تجد شيئاً آخر: ليس هو بالوضوح الكثير، و أكثر من هذا الكتابة الاستحواذية، بأخبار مختلفة، التي تفضح الاضطراب الاستثنائي الذي كان خلف إنشائها.ويمكن القول إن رواية القرن العشرين الحاسمة هذه، التي تبقى أبداً قصة جديدة و معاصرة، و التي اشتهرت بمصطلحات مثل الأخ الكبير، قد أصبحت جزءاً من التداول اليومي. و تمت ترجمتها إلى أكثر من 65 لغة و بيع منها ملايين النسخ على صعيد العالم، لتمنح جورج أورويل، و اسمه الحقيقي أيريك بلير، مكاناً فريداً في الأدب العالمي.كان أورويل قد عمل لصحيفة ديفيد أستَر الأوبزيرفر منذ عام 1942، أولاً ككاتب عروض نقدية و لاحقاً كمراسل. و قد أبدى رئيس التحرير إعجاباً عظيماً بما يتمتع به أورويل من " استقامة كاملة، و نزاهة،   وحشمة "، و سيكون نصيراً له على امتداد أربعينيات القرن الماضي. وتُعد حميمية الصداقة بينهما حاسمةً بالنسبة لقصة الـ (ألف وتسعمائة و أربعة و ثمانون).و كانت حياة أورويل الإبداعية قد انتفعت آنذاك من ارتباطه بالأوبزيرفَر في كتابته رواية (مزرعة الحيوان). و إذ كانت الحرب تقترب من نهايتها، فإن التفاعل بين القصة fiction وصحافة الأحد سيساهم في الرواية الأكثر قتامةً و تعقيداً التي فكر بها بعد " حكاية الجنيات " الشهيرة تلك. و واضح من عروضه للأوبزيرفر، على سبيل المثال، أنه كان مفتوناً بالعلاقة بين الأخلاق و اللغة.وكانت هناك تأثيرات أخرى فاعلة. فحالما تم تبني ريتشارد،   حطمت الشقةَ سيارة صغيرة الحجم. و أصبح جو الرعب العشوائي في الحياة اليومية للندن زمن الحرب مكملاً لمزاج الرواية المتبلورة. و سيحل ما هو أسوأ. ففي آذار 1945، و بينما كان أورويل يقوم بمهمة للأوبزيرفر في أوروبا، تلقّى خبر وفاة زوجته ألين بتأثير المخدر في عملية روتينية.و وجد نفسه فجأةً أرملَ و أباً وحيداً، يجرجر حياةً رثة في مسكنه بآيسلنغتون، و يعمل جاهداً على كبح نوبات الندم و الأسى لموت زوجته المفاجئ في عام 1945، فكتب، على سبيل المثال، 110,000 كلمة في مختلف أنواع النشر، بما في ذلك 15 عرضاً نقدياً من عروض الكتب للأوبزيرفر.في آيار 1946، انطلق أورويل، و كان ما يزال يلمّ نثار حياته، في رحلة طويلة و شاقة بالقطار إلى جزيرة جورا حيث أعاره أستر منزلاً في مزرعة هناك. و كان تحركاً يتّسم بالمخاطرة. فلم تكن صحة أورويل على ما يرام. و كان شتاء 1946 ــ 1947 و احداً من أبرد الفصول في القرن. و كانت بريطانيا ما بعد الحرب أوحش حتى مما كانت عليه في زمن الحرب، كان يعاني على الدوام  سوء حالة صدره. وهناك على جزيرة جورا سيكون متحرراً من هذه التشويشات لكن الوعد بحرية إبداعية على جزيرة في الهيبرايدز جاء بثمنه. و قبل سنوات، كان قد وصف في مقالته " لماذا أكتب " كفاحه من أجل أن يُكمل كتاباً، بقوله: " إن كتابة كتاب كفاح مهلك رهيب، كأنه نوبة طويلة من مرضٍ ما مؤلم. و إن الواحد لن يتعهد أبداً بأمرٍ كهذا إن لم يكن مدفوعاً بعفريتٍ ما لا يمكن أن يقاومه أو يفهمه (كذا). فكل ما يعرفه الواحد هو أن ذلك العفريت هو الغريزة نفسها التي تجعل الطفل يصرخ ليجتذب الانتباه إليه. و مع هذا، فمن الصحيح أيضاً أن بإمكان الواحد ألاّ يكتب أي شيء قابل للقراءة ما لم يكافح بثبات لطمس شخصيته ". ثم خاتمة أورويل الشهيرة تلك: " إن النثر الجيد مثل زجاج النافذة ". و من ربيع عام 1947 إلى موته عامَ 1950 سيظل أورويل يعيد تفعيل كل جانب من هذا الكفاح بأوجع طريقة يمكن تصورها. و بوجهٍ خاص، ربما، أنه كان يستطيب التخطي بين النظرية و التطبيق. و قد ازدهرت حاله على الدوام بالمحن التي يُنزلها في نفسه. لقد وصل أورويل الدمث، اللامبالي بالماديات، و معه فقط فراش مخيمات، و منضدة، و زوج كراسي، و قليل من القدور و الأواني. كان وجوداً أسبارطياً (أي يتَّسم بالبساطة و الاقتصاد و خشونة العيش) لكنه وفَّر الظروف التي كان يحب أن يعمل في ظلها. ويتذكرونه هناك كشبح في الضباب، كشخصٍ هزيل في معطفٍ واقٍ من المطر. وذات يوم استقرت حميته الغذائية الجديدة. و استطاع أورويل أخيراً أن يبدأ بالكتابة. و في نهاية آيار 1947 أخبر ناشره، فريد وربَرغ، قائلاً: " أعتقد بأني كتبت ثلث المسودة تقريباً. لم أصل إلى المدى الذي كنت أأمل الوصول إليه في هذا الوقت لأني في الواقع بأسوأ صحة هذا العام منذ حوالي كانون الثاني (صدري كالعادة) و لا يمكنني التخلص منه تماماً ".و إذ كان منتبهاً لنفاد صبر ناشره على الرواية الجديدة، فإن أورويل أضاف إلى ذلك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram