بغداد/ المدى
النشاطات الثقافية لاتنضب في شارع المتنبي، ففي قاعات المركز الثقافي البغدادي سنجد أنشطة غنية، فعلى قاعة جواد سليم وضمن نشاطها الثاني الذي ينطلق عند الظهيرة أقام الملتقى الثقافي جلسة احتفائية بالروائي صادق الجمل لتوقيع روايته (تراتيل لموت حر ) وذلك يوم الجمعة الفائت وقد أدار الجلسة الروائي حسن البحار .
وذكر البحار في تقديمه للجلسة "إن الروائي صادق الجمل عودنا دائما على الجديد من أعماله، لهذا هو مُقل فيما يقدم حيث يبحث عن النوع لا الكم." مشيراً الى أن ما تضمنته رواية " تراتيل لموت حر، هو الصراع الذي يعيشه الفرد العراقي من خلال هذا الواقع المرير، الذي بات يتضمن حكايات أليمة صرنا نصنع من خلالها الأمل ونتسابق من أجل التحرر حتى وإن كان الموت هو السبيل لتلك الحرية."
وأشار البحار إن " هذه الرواية تمثل واحدة من أهم إنجازات العقل الثقافي المتنور والروائي في روايته شاهد على عصره الذي يعيشه بكل تفاصيله وقد عمل على أن يكون قلما محايداً في نقل الصورة والكاتب يكون منحاز في وعيه أو لا وعيه لهموم الناس البسطاء."
وحين تحدث الروائي صادق الجمل عمّا قدمه في هذه الرواية ذكر قائلاً " إن الروائي يجب أن يراعي في عمله أولاً إرضاء الهدف والرسالة التي يحاول أن يوصلها للمتلقي، لأن الروائي يشبه الانبياء، بل يشبه الخالق فهو يخلق محيطاً بسيطاً ويبث فيه الروح، ليوجه الأفراد الى سُبل عظيمة في الحياة، وبهذا علينا أن نكون أُمناء فيما نقدم للافراد وفيما تخطه حروفنا."
الجمل من خلال روايته استطاع أن يضع لنا إجابة على السؤال الأزلي الذي يقول "متى يرتاح الشعب العراقي " وقد أجاد في التركيب اللغوي ، و دارت النقاشات حول الرواية و كاتبها من قبل النقاد و الجمهور، للكاتب عدة إصدارات .... وأشار الجمل في كلمته " نعم شخصيات الرواية خياليون، ولكنهم ليسوا من خارج الواقع، فالواقع العراقي مليء بهذه الشخصيات، التي وضعتها أنا على سطوري، قد نصدف حكاياهم وأوجاعهم ومسراتهم كل يوم، ونحن في العمل، أو على الطريق هم يتصارعون مع ذواتهم وفيما بينهم مُقدمين لنا ألماً عن الواقع بكل نزاعاته، سياسياً انسانياً بيئياً واجتماعياً."
وقال الجمل إن أعماله السابقة "مسرحية مثلث برمودا ، ورواية أرض الحرام ، ثلاثية نيرفانا ، وغيرها... لم تكُن بعيدة أبداً عن موضوعة الحياة العراقية وما يُعانيه الفرد العراقية بل على العكس إنها مُلامسة وبشكل كبير لهذه الحيوات والمعاناة الأبدية، وهي باتت بالوراثة تؤثر في شخصية وتركيبة الفرد العراقي.