علي النعيميبربكم من منا لم يسمع بأسم"هنريك لارسون" ذلك اللاعب السويدي الذي اشتهر بجدائله الصفر"المستعارة"أيام تألقه مع منتخب بلاده في مونديال1994.هداف نادي برشلونة الذي مثله لموسمين ذهبيين وذاق معه حلاوة الدوري وكأس أبطال أوروبا أو بأهدافه الـ242 مع سيلتك ومواسمه السبعة التي كللها بجائزة الحذاء الذهبي، مهما تكلمناعن (هينكه)
ذلك الاسم الذي اعتادت الجماهيرعلى أن تلقبه به إلا أن منجزاته الكروية تعود بالاساس إلى بدايته في ناديه الأم هيلسنبورغ السويدي الذي احتضن موهبته وصقلها حيث بدأ مشواره معهم وختم رحلته المشرقة مع ذات النادي الذي كرمّه وسجل اسمه بماء الذهب فنحتوا له تمثالاً إكراما لمسيرته.انتهت حكايته مع الكرة كلاعب لكنها لم تنته بعد، ففي إحدى الأمسيات الباردة التي عادة ما تقتات على دفء حرارة مدفأة النادي الخشبية فاتح لارسون إدارة نادي هيلسنبورغ وعبّرلهم عن نيته الصادقة في تدريب الفريق الأول للموسم القادم. لم يتفاجؤوا بطلبه ابدا وأنصتوا لطموحاته بتركيزوبعدما انتهى من حديثه قال له رئيس النادي:عزيزي"هينكه"نجم نجوم هيلسنبورغ الخالد وابننا البار عليك أن تدرك شيئاًواحداً بأن كل تأريخك اللامع والمؤطر بأوسمة الفوزوالمتخم بالكؤوس والأهداف في كفة ومشوارك التدريبي المستقبلي في كفة أخرى، لاتغضب رصيدك التدريبي الآن هوصفرمن النقاط ولن تشفع لك تلك المسيرة الذهبية كي تتولى تدريب نادينا؟عليك الذهاب إما لمعهد ايسلوف الأكاديمي وتدرس لسنتين متتاليتين كونه الأقرب من محل سكناك أوأن تلتحق بمعهد الكرة في غوثينبرغ لمدة عام واحد وبعد ذلك فأن أبواب النادي مشرعة لك ولأفكارك التدريبية الأكاديمية، تسلح بالعلم وعد لنامدرباً رائعاً، بهذه الصراحة تكلموا مع نجمهم المدلل الذي شكرهم ووعدهم خيراً وبدأ مشواره مع فريق لانسكرونا على ان يبدأ مشواره الدراسي لاحقاً.ليذهب لارسون إلى حيثما يشاء ليس هذاهو شأننا ولكن دعونا نتساءل هنا: هل تمتلك الأندية العربية والعراقية لتلك العقلية والنوعية من اللاعبين مع أريحية تقبلهم للنصائح من الآخرين؟! ولوكانت هذه الحادثة قد جرت مع لاعب دولي وجماهيري في بلادنا ورفض ناديه الأم قبوله كمدرب هل سيكتف بذلك أو إننا سنسمع منه عن مظلوميات قديمة ومآثر رثائية وسنقرأعن مقالات جحود الأندية لأبنائهاونكران الجميل لتأريخهم ورواية (اشتروني ذهباًوباعوني تراباً) وغيرها من الحكايات!لكنه في المقابل، هل تمتلك ملاعبنا أيضا لهكذاعقليات إدارية تعزل وتميز مابين عطاء اللاعب في الملعب وعما سيقدمه مع ذات النادي بصفته مدرباً جديداً حديث العهد.ربما نعذر مدربينا بسبب عدم امتلاكهم لمعاهد خاصة تخرجهم كمدربين أكاديميين يدرسون التكتيك والتكنيك والفسلجة وستراتيجيات اللعب بشكله العلمي لكننا لن نعذرهم إن تقاعسوا بالانخراط في الدورات التدربيبة التطويرية من اجل إكساب شخصيتهم التدريبية وتسلحهم بالمعرفة، والاهم من ذلك علينا أن نخلق جماهير رياضية مثقفة كالتي تقبلت قراررفض لارسون برحابة الصدر من دون أن تعزف لنا سيمفونية"أهذا هوجزاء لارسون؟ وبهكذا طريقة نجازيه ياسادة حتى لو كان هذا النجم (المعتزل) لا يفقه اصول التدريب ويعجزعن قيادة وحدة تدريبية مثالية واحدة لكنه يعتمد ويصادق عليه كمدرب بشهادةعاطفتهم وبامضاءة حبهم وبختم تعلقهم الجماهيري به وتلك هي المصيبة يامعاشر الرياضيين!
رؤى بلا حدود: جزاء لارسون!
نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:59 م