خليل جليل يبدو ان حكاية عروس الالعاب العراقية وما تعانيه من مصاعب ومشاكل متواصلة ستبقى فارضة نفسها على الاعلام الرياضي الذي ما انفك يتناول هموم العاب القوى والتراجع الذي تواجهه في وقت يرى البعض ان ما تحقق في بطولات محددة الاطر والمعالم تكاد تكون ليست المقياس الحقيقي للتطور،قد شكل انعطافة لمشوارها في الفترة الماضية.
ونعتقد بان زيارة سريعة وخاطفة الى مضمار ملعب الجادرية ومعايشة عدد من الرياضيين العراقيين من اعضاء منتخب العراق لالعاب القوى يلمس تلك الحقيقة عبر وقائع مريرة ما زال يعيشها الرياضيون وهم يواصلون مشوارهم تحت غطاء شغف التحدي والاصرار ليس إلاّ. وإذا ما أردنا ان نتحدث عن الواقع المؤلم لالعاب القوى وما تفتقده من مقومات آنية ومادية وغياب الدعم المناسب لابطال العاب القوى الممتلكين للمواهب الواعدة والمهارات المؤهلة لتبوؤ مراكز وانجازات تصطدم بحاجزغياب الدعم والرعاية لابد ان نشير هنا الى سعي الاتحاد العراقي لالعاب القوى ورغبته في التطوير بيد انه يجد نفسه ايضا ازاء عراقيل يصطدم بها قد تكون متعلقة بتحديدات مالية او سياقات عمل تكاد تكون خارجة عن ارادته عندما تكون اللجنة الاولمبية هي المعنية والمسؤولة عن هذا التطور. فغياب الخبرات التدريبية الاجنبية عن المضمار العراقي من ثمانينيات القرن الماضي وقبل هذا التاريخ عندما كانت العاب القوى العراقية تعيش مرحلة ذهبية حقيقية بفضل تلك الخبرات التدريبية الاجنبية ما ساعدت على تحقيق انجازات مرموقة نجد الان عروس الالعاب تعتمد على اصرار وتحدي مجموعة من المدربين المحليين شغفوا بهذا الاصرار لكي تواصل عروس الالعاب مسيرتها برغم معاناتها على امل ان تتحسن عوامل الاهتمام بها وان تجد لها ما يمكنها من المضي نحو منصات التتويج مستقبلا والعودة الى مساحة ولو صغيرة من الزمن الماضي الجميل. وان الحديث عن غياب الاهتمام والدعم الشخصي لرياضيينا لا يبعدنا كثيرا عن معاناة اخرى تواجه العاب القوى العراقية التي ما تزال تبحث منذ سنوات عن مراكز متخصصة للتدريب وقاعات مؤهلة للاقتراب من الانجازات قبل الحصول عليها والاكتفاء فقط بما متاح امامهم من فرص للتدريب يعج بها مضمار كلية التربية الرياضية في حين بلغت البلدان الاخرى سواء المتقدمة ام غيرها في هذا الجانب مراحل متقدمة ومتطورة على صعيد تنفيذ وانشاء بنى تحتية رياضية ومراكز علمية للتدريب والتأهيل الرياضي حتى اصبحت مثل هذه المنشآت التدريبية واحدة من معالم وملامح تلك البلدان وقطاعاتها الرياضية ، بل باتت مصدر فخر واعتزاز لها امام العالم في الوقت الذي يتكفل عدد من مدربينا بتغطية نفقات وصول رياضييهم الى مكان التدريب وتوفيرابسط سبل مواصلة الاعداد والتدريب خشية ان تتفاقم عوامل الاحباط لدى الرياضيين الذين يعتمد عدد منهم على ما تمنحه الاندية التي يمثلونها من رواتب في حين تغيب فيه امتيازات يفترض ان تؤمن لهم لكونهم اعضاء في منتخباتنا الوطنية لالعاب القوى. عموما ان مشكلة العاب القوى ستبقى مادة للحديث عنها وعن معاناتها لفترة طويلة في ظل صمت الجهات الرسمية الرياضية التي تنظر الى مسألة تطور العاب القوى من زاوية المعسكرات الخارجية القصيرة التي لا تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في دفع عجلة العاب القوى لمسافة قصيرة الى الامام .فاذا كان الحصول على ميدالية ذهبية او برونزية او فضية يتطلب من عداء ورياضي عملا وجهدا يمتدان لسنوات تتكفل بهذه الميدالية، اذن ماذا يكفي العاب القوى العراقية لكي تنهض من جديد وان يلتهب المضمار العراقي بالارقام والانجازات وصور التحدي والمنافسات الحقيقة سؤال؟ نضعه امام المسؤولين الرياضيين طالما الاجابة عليه لا تشكل لنا عبئا، لكنه قد يجد صعوبة في التفسير لدى المسؤولين.
وجهة نظر: العاب القوى مرة أخرى
نشر في: 20 إبريل, 2010: 05:01 م