ميونيخ / فيصل صالحقبل فترة قرأت خبراً نشر في إحدى صفحات القسم الرياضي لإحدى الصحف أكد على ان القاعات الإحدى عشرة التي قررت وزارة الشباب والرياضة بناءها وتوزيعها على بعض مناطق العاصمة بغداد.وأكد الخبر ان هذه القاعات قد بدأ العمل بها وستكون جاهزة تماما خلال شهرين فقط ، وبعيدا عن كلفة هذه القاعات التي وصلت الى خمسة مليارات دينارعراقي ،
لفت انتباهي فقرة الفترة الزمنية الخاصة لبناء هذه القاعات والتي (طبّل) لها (المطبّلون) وقالوا بأن هذه القاعات ستكون بمواصفات القاعات الرياضية الدولية وستحتوي على الكثير من المرافق الرياضية وستلعب دورا في احداث (ثورة) في عالم بناء القاعات وكذلك في تطور الرياضة العراقية وكل ذلك خلال شهرين ( يابلاش )!!بعد قراءتي للخبر توقعت بأن (ثورة) تكنولوجية في عالم بناء القاعات الرياضية في العراق ولذلك ستشهد هذه القاعات النور خلال هذا الفترة التي لا تكفي حتى لبناء (تنور) للخبز على غرار (تنور) أم البيت لأحد زملائنا ، أو حتى لبناء دار سكنية مثل تلك المنتشرة في أحياء بغداد الفقيرة .قرأت خبراً نشر في احد المواقع الرياضية العراقية يتعلق ببناء هذه القاعات التي قيل عنها بأنها من أحدث القاعات الرياضية في العالم ، ظهرت بأنها عبارة عن (جملونات) تم تسقيفها بطريقة (تريد قاعة أخذ جملون .. تريد جملون أخذ جملون )!ولذلك أقتنعت بأن مدة بناء أحدى عشرة قاعة في العراق لا تتجاوز الشهرين هي مبالغة أراد منها البعض ان يقبض ما خصص له من هذه (الصفقة) وأقول مبالغة لأن ذلك يعتبر بحد ذاته انجازاً كبيراً قام به الذين خططوا ودفعوا وقبضوا مثل هذا المبلغ من اجل بناء أحد عشر (جملونا) في غضون شهرين ويجب على هؤلاء تصدير هذا الإنجاز الى دول العالم المتقدم وكذلك الى العالم الثالث لأن هذا الإنجاز أكد على أنه اسرع من البرق! وأقوى من (الشدّة) وأجمل من (الضمة)..وفي الوقت نفسه يتصور الذي قرأ الخبر مثلي أن هذا الأنجاز الكبير والرائع لا يختلف شيئا عن الأنجازات الكبيرة التي لعبت دورا في ارتفاع قيمة البني التحتية التي اشاهدها هنا في المانيا عن قرب!وكذلك مثل تلك التي شاهدتها في اغلب المناطق التي سبق لي زرتها ..او تلك التي اقمت بها ومنها منطقة الرور في الغرب ألألماني التي تعج بأجمل المدن ألألمانية وتضم كل واحدة منها ملعباً من أجمل الملاعب في العالم والتي يصل عددها في عموم المانيا الى اكثر من 100 ملعب.وكذلك تضم هذه المدن عددا كبيرا من أفضل القاعات الرياضية بالعالم التي أعتقد بأنها لا تشبه ابدا (جملونات) الرياضة العراقية الأحدى عشرة والتي تم أنجازها في فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين ومثل هذه الأخبار غالبا ما تصيبني بالكآبة وتجعلني اتحدث مع نفسي وأقول: لماذا لا يكون لدينا ملعب مثل ملاعب العالم ، والى متى يبقى اللاعب العراقي يقدم مواهبه على ملاعب (ترابية) ، ومتى يشعر الجمهور العراقي بكرامة الجلوس على احد مقاعد المدرجات مثل الجمهور الألماني او الجمهور العربي في بلدان الخليج العربي وغيرها من الدول التي تحترم مواطنيها؟قبل الإجابة على هذه الأسئلة أصطدم بالواقع المرّ الذي تعيشه الرياضة وكرة القدم العراقية الذي أبتليت سابقا بقادة رياضيين فاسدين وكذلك ابتليت في هذه الفترة بالبعض الذي (زوّر) أو أشترى شهادته وجعل نفسه منظرا ومتعهدا جاهزا لبناء ( قصور) في الهواء ! ولم يتمكن حتى من بناء ملعب واحد في محافظته التعبانة ، بل وصل الأمر بعدم قدرتهم على بناء ملعب مثل ذلك الملعب البسيط الذي سبق وبناه المدرب والأب المرحوم جرجيس ألياس في منطقة الشالجية ، ودفعته كرامته التدريبية للأحتجاج على تدخل وزير النقل والمواصلات السابق المرحوم عدنان أيوب صبري في سبعينيات القرن الماضي وتمثل احتجاج ذلك الأنسان البسيط والكبير بعلمه التدريبي بمغادرة ملاعب نادي المواصلات الخضراء التي اقيم عليها فندق الرشيد "حاليا" والتوجه مع لاعبيه الى منطقة الشالجية وقاموا هناك ببناء ملعب صغير كان له دور كبير في اكتشاف وتخريج لاعبين موهوبين لا يمكن لتاريخ الكرة العراقية حتى وان حاول البعض تزويره أن يغفل اسماء مثل علي كاظم ،ثامر يوسف ، كاظم لعيبي ، سعد عبد الحميد ، كاظم خلف ، انور جسام ،فالح عبد حاجم ، حازم جسام وغيرهم.ولذلك اقول أحقا هذا هو العراق الجديد الذي لا يمتلك القدرة على بناء ملعب نموذجي لكرة القدم في كل محافظة عراقية ، وهل حقا لا يستطيع الجمهور الرياضي ولاعبو الكرة من أبعد مدينة عراقية في الشمال والى أقصى الجنوب ومن الرطبة في الغرب الى المنذرية في الشرق متابعة مباراة بكرة القدم تقام على ملعب مثل تلك الملاعب ، وهل حقا تمكن المرحوم جرجيس الياس الذي لم يكن يحمل شهادة عليا في علوم (الكلاوات) وعلوم (الضحك على الذقون) التي يحملها البعض ممن يدعي بأنه خبير ومستشار رياضي ، لكنه كان صادق النية وطموحاً لإقامة مشاريع للاعبين ؟ ان جرجيس تمكن من بناء ملعب بسيط بوسائله لكنه كان كبيرا في عطائه وفي الوقت نفسه لم يتمكن هؤلاء من بناء اي شيء له علاقة بملعب لكرة القدم او قاعة رياضية نموذجية ومتطورة برغم وجود الإمكانات المادية والبشرية الهائلة في هذا الوسط الجميل!لهذا وبسبب هيمنة الطارئين على العملية الرياضية نر
مداخلة بسيطة: شطارة جرجيس .. و(الجملونات) الرياضية النموذجية !
نشر في: 20 إبريل, 2010: 05:03 م