TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: التزوير حاصل.. لِمَ العجب؟!

شناشيل: التزوير حاصل.. لِمَ العجب؟!

نشر في: 4 يوليو, 2018: 07:28 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

لن يكون مُدهشاً أبداً أن تُظهِر عمليّة إعادة العدّ والفرز يدويّاً لنتائج الانتخابات في عدد من المحافظات والمناطق، إنّ ثمة فرقاً بنسبة 5 بالمئة أو 50 بالمئة أو حتى 99.99 بالمئة بين النتائج المُعلن عنها سابقاً والنتائج الحقيقية التي تتوصّل إليها الآن مفوضية الانتخابات المؤقتة (القضائية) المشرفة على عملية العدّ والفرز الجديدة.
لا مجال للدهشة والاستغراب، فهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها العملية الانتخابية في العراق عمليات تزوير. التزوير كان قائماً على الدوام في كل عملية انتخابية.. هذا التزوير كانت دائماً تديره قيادات الأحزاب المتنفّذة في العملية السياسية، وهي التي في الأساس صارت متنفّذة بفعل وفضل سلطة الاحتلال الأميركية – البريطانية التي اختارت أزلامها المناسبين مُسبقاً وجاءت بهم الى الحكم، حتى من دون تدريب على كيفية إدارة السلطة والدولة.. بل إنّ سلطة الاحتلال هي التي دلّت هؤلاء الأزلام على دروب الفساد الإداري والمالي ومسالك التزوير.
نعم التزوير كان منذ البداية سيّد الموقف في الانتخابات ( البرلمانيّة والمحليّة سواء بسواء، ولا استثناء للانتخابات النقابيّة وما شابهها)، وهذا ما يفسّر استقتال الأحزاب المتنفّذة في سبيل سلب مفوضيّة الانتخابات، كما سائر الهيئات "المستقلة" استقلالها المُفترض بحسب نصّ الدستور.
الرأي العام العراقي بأغلبيته الوطنية كان منذ البداية يطالب بإبعاد عملية تعيين أعضاء المفوضية عن سطوة وسلطان الأحزاب المتنفّذة، وبوضع آلية مهنية بدلاً من ذلك، لأجل ضمان استقلالية عمل المفوضية ونزاهتها وحيادها، لكنّ الأحزاب المتنفّذة، ومعظمها من قوى الإسلام السياسي صاحبة القدح المعلّى في الورع الكاذب والتقوى الزائفة، كانت تقف بالضدّ من هذه المطالب، بل تشكّك في دوافعها وأهدافها.
القضيّة الآن ليست ما إذا كان التزوير قائماً على قدم وساق في الانتخابات الأخيرة، فهذا ممّا لا لا يُمكن نفيه حتى لو حلف أعضاء مجلس المفوضية بـ 99 إماماً وقدّيساً ونبيّاً وبعشرة كتب مقدّسة... القضية هي أنه بعد أن ينفضّ "المولد" الانتخابي الحالي، وتظهر النتائج "الصحيحة" وتصادق عليها المحكمة الاتحادية وينعقد مجلس النواب الجديد، هل ستبقى مفوضية الانتخابات التي نُحّيتْ جانباً مؤقتاً، فتستأنف عملها تحضيراً لانتخابات مجلس المحافظات بعد خمسة أشهر وللانتخابات البرلمانية التالية بعد أربع سنوات ،أم أنّ مجلس النواب الجديد سيُعيد على أسماعنا الإسطوانة المشخوطة ذاتها، بأن يشكّل هو، بل ممثلو الأحزاب المتنفّذة فيه نفسها، مفوضية جديدة على وفق المواصفات السابقة وكأننا "لا رحنا ولا جينا"، "وكأنك يا بو زيد ماغزيت"، وكأنّ الانتخابات الأخيرة لم تشهد عملية تزوير فاقعة وفاضحة تتحمّل المسؤولية عنها أولاً وأخيراً الأحزاب المتنفذة التي لا تكفّ عن التمسك بتزييف إرادة الشعب وفرض أزلامها الفاشلين الفاسدين عليه نواباً ومسؤولين في سائر مؤسسات الدولة والمجتمع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram