علي حسين
عام 1965 قرر رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تونكو عبد الرحمن، أن يطرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي، في ذلك الوقت سأل أحد الصحفيين رئيس وزراء سنغافورة ماذا سيفعل؟ كانت الجزيرة بلا موارد تجارية، ولا طبيعية، فأجاب لي كوان :"سنشكل حكومة نظيفة، وسنحرص على إخضاع كل دولار من الإيرادات العامة للمساءلة، والتأكد من أنه سيصل الى المستحقين من القاعدة الشعبية من دون أنّ ينهب في الطريق"كان الناتج السنوي أقل من مليار دولار، ويوم ودع لي كوان الحياة قبل ثلاثة أعوام، كانت الأرقام التي نشرتها الإيكونومست عن مؤشر جودة الحياة،على النحو الآتي :"حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا بدخل المواطن الذي يصل الى 60 ألف دولار سنويا، مع اقتصاد يتجاوز الـ 500 مليار دولار سنويا".
سيقول البعض يارجل مالك تعيد وتزيد في حكاية سنغافورة، ولا تريد أن تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر، ياسادة اردت ان اشارككم متعة قراءة كتاب جديد بعنوان"بناء سنغافورة"يتتبع مؤلفه وهو باحث اميركي من المغرمين بتجربة العجوز الراحل لي كوان، كيف تم تاسيس نظام"حكم الأكفأ"الذي بيدأ من رياض الأطفال إلى الجامعة وما بعدها، ما يفضي لخلق النخبة الإدارية والسياسية. اما نحن ياسادة فلا نزال نستمع الى الاخبار الصادرة من مجلس الوزراء وكان آخرها بشرى للعراقيين فالسيد حيدر العبادي أصدر قرارات"خطيرة"لمعالجة أزمة الكهرباء، وماذا ياسيدي الكريم عن الوعود التي أطلقها الشهرستاني ومن بعده وحيد كريم وعفتان ومن لفّ لفّهم إننا سنصدّر الكهرباء الى دول الجوار عام 2013، ثم اكتشفنا أن إيران قطعت علينا الكهرباء وقبلها وبعدها المياه،لأننا لم نسدد الأجور، مثلما أخبرتنا وزارة الكهرباء مشكورة وهي تطالب العراقيين بالتقشف الكهربائي، كل يوم تهرّب أموال البلد، لكن الدولة مشغولة البال في البحث عن كرسي سليم الجبوري الضائع، هل تريدون أن أروي عليكم خبراً مثيراً، عودة حسن السنيد وحسن الشمري الى الأضواء، ولأنكم متشوقون للأخبار المثيرة فقد كشفت لنا الجهات الامنية أن معركة الاسلحة الثقيلة التي حدثت بين عشيرتين في منطقة الحبيبية، سببها متنزه حكومي، تريد العشيرتان السيطرة عليه، وكتبوا على واجهته"مطلوب عشائريا"تحت سمع ونظر الحكومة.
يكتب لي كوان :"إنّ البلدان تموت حين يفقد ساستها الضمير الوطني".