بقلم / مؤيد البدري قد يبدو العنوان غريباً وبعيداً كل البعد عما اعتدت كتابته فى صحيفة المدى على مدى السنوات الماضية، لأن القراء عرفوني من خلال كتاباتي الرياضية برغم إنني كنت أنوى تغيير العنوان إلى..ابتسام عبد الله والرياضة فى أسبوع ولكن تركته هكذا لسبب لا أدريه.
تعود معرفتي بالسيدة ابتسام عبد الله "أم خالد" زوجة زميلنا الإعلامي الكبير "أمير الحلو" الى عام 1964 عندما بدأت أولى خطواتي بتقديم برنامج الرياضة في أسبوع حين جاءت فتاة الى قسم الترجمة والافلام- طويلة القوام عُينت بوظيفة مترجمة ومسؤولة عن قسم الأفلام.كانت ومن خلال متابعتي لها دؤوبة على العمل اليومي الذي يتطلب متابعة جادة وترجمة للأفلام الإخبارية التي تصل الى التلفزيون من الخارج وحلت محل الراحل (آيفن فينكس) الذي كان مسؤولاً عن هذا القسم.لم تكن مُعدات المونتاج والعرض السينمائي كما هي الآن، بل استطيع القول أنها كانت بدائي حيث يتم ربط الأفلام يبعضها بواسطة شريط لاصق لترسل فى نهاية النهار الى قسم الأخبار لتقديمها ضمن النشرة التلفزيونية التي كانت هي الأخرى بدائية أيضاً ويتناوب على تقديمها الزميلان (بهجت عبد الواحد وعبد الكريم الجبوري) وكثيراً ما سببت هذه الطريقة البدائية بربط الأفلام الى مشاكل عند عرضها في الجو بسبب انقطاع الفلم!كانت الأفلام التي تصلنا قليلة جداً عن طريق وكالة (فيزنيوز الإخبارية) من لندن وكنا ننتظر قدوم الطائرة العراقية من هناك بفارغ الصبر، لأن عدم وصولها يسبب لنا إرباكا فى تقديم نشرات الأخبار والبرامج الأخرى.كنت أطلب منها أن تحتفظ لي بالأفلام الرياضية في زاوية معينة من المبنى القديم كي استخدمها في برنامج "الرياضة فى أسبوع" اذا كانت صالحة وللأمانة كانت خير عون لي فى تلك الفترة وقدمت مساعدات كبيرة لا يمكن أن أنساها حتى أنها كانت تقوم بترجمة الأخبار الرياضية وتركها لي لاستخدمها فى البرنامج.استحدثت الزميلة "أم خالد "برنامجاً أسمته" نافذة على العالم "وكانت تقدمه يومياً بالاعتماد على مصادر الأفلام نفسها التي تردنا من لندن وبدأت بعرض بعض الأحداث الرياضية العالمية فيه.ونظراً لقلة الأفلام التي تردنا من الخارج رجوت منها ان تكتفي بالأحداث الفنية والاجتماعية وغيرها في برنامجها وترك الأحداث الرياضية لي لأنني لا أجد مصدراً غير هذه الأفلام حيث لم تكن محطة ( الدجيل الفضائية ) موجودة آنذاك ولم تكن هناك حقائب رياضية تردنا من الخارج كما هي الحال الآن وفعلاً التزمت بذلك ولم تعد تعرض أي حدث رياضي فى برنامجها اليومي.تتسم الزميلة "أم خالد" بالذكاء والرقة وحسن التعامل مع الجميع فلم تكدر أحداً طوال عملها فى التلفزيون، بل على العكس من ذلك كانت تمد يد العون للجميع لذلك نالت احترامهم وتقديرهم.كانت ولا زالت دائمة الابتسامة وان أهلها أطلقوا عليها اسم (ابتسام) لهذا السبب.قدمت برامج ناجحة عدة من التلفزيون واستضافتني في آذار 1979 أيام تنظيم العراق لدورة الخليج الخامسة بكرة القدم فى بغداد فى برنامجها التلفزيوني"سيرة وذكريات" لمدة ساعة كاملة.قد يتساءل البعض لمَ هذا (العمود) عن هذه السيدة الفاضلة في هذا الوقت بالذات؟ فأقول إننى أشعر بالندم لأنني لم أذكرها أو أشكرها مطلقاً طوال الفترة الماضية التي قدمت فيها الامتنان لجميع الذين ساعدونني بتقديم البرنامج وآن لي أن أوفيها حقها.أرجو أن تتقبل الأخت "ابتسام عبد الله" هذا الاعتذار الذي ولو جاء متأخراً إلا أنه يعبر بصدق عميق عما أكنه لجميع الذين مدوا يد العون ولا زالوا ومن بينهم "أم خالد" من حب وتقدير واحترام.
من الدوحة : ابتسام عبد الله .. سيرة وذكريات
نشر في: 20 إبريل, 2010: 05:28 م