TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: كابوس البعث..!

شناشيل: كابوس البعث..!

نشر في: 7 يوليو, 2018: 09:05 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

من الواضح أنّ قيادات في الأحزاب الإسلامية، وبخاصة الشيعية وبالأخص حزب الدعوة، ما انفكّت تنام وتصحو على كابوس اسمه حزب البعث. بمناسبة ومن دون مناسبة يجري التخويف من البعث وإمكانية عودته إلى السلطة، ولا يُعدم وجود مَنْ يفبرك القصص المثيرة في هذا الخصوص.
أحدث هذه القصص ما تداولته مواقع إلكترونية في الأيام الأخيرة عن"انقلاب"تعمل له الولايات المتحدة، يُعيد ضباطاً من الجيش العراقي السابق (بعثيين) ويسلّمهم السلطة. القصة تقول إنّ الفرقة 101 الأميركية ستُرتّب إنزالاً جويّاً برفقة قادة بعثيين للقيام بانقلاب عسكري..! أضغاث الأحلام الإسلامية تتجاوز هذا السيناريو بكثير، فالفيلم المُتخيّل ينتهي بوضع رئيس ائتلاف دولة القانون وأمين عام حزب الدعوة نوري المالكي في السجن..!
بالطبع هذا ليس سوى هذر وهذيان لممسوسين يعيشون حال الرعب من شبح حزب البعث.
هل يشكّل البعث خطراً حقيقياً الى الدرجة التي تجعل الإسلاميين لا ينامون ليلهم ولا يصحون من نومهم إلا على هذا الشبح؟
إذا كان ثمة خطر حقيقي من البعث أو سواه فإنّما هو من صنع الأيدي المُمسكة بالسلطة منذ إسقاط نظام البعث حتى اليوم، وهي أيدٍ إسلامية في غالبتها - من دون التقليل من مسؤولية الآخرين، شركائهم. كان من الممكن أن يندفن خطر البعث وكلّ خطر آخر مثيل في سابع طبقات الأرض لو لم يرتكب الإسلاميون هذا الكم الهائل من الأخطاء والخطايا المتكررة والمتناسلة في حق العراق والشعب العراقي. هم لم يسعوا الى بناء النظام البديل لنظام البعث الذي كان الشعب العراقي ينتظره، وكان المعارضون لنظام البعث وبينهم الإسلاميون يعِدون به.. النظام البديل الذي أقاموه كان سيئاً للغاية لا يختلف في مضمونه كثيراً عن نظام البعث. معضلة الكهرباء نقطة صغيرة في بحر الرزايا التي يكابدها العراقيون في ظلّ نظام الاحزاب الإسلامية الفاسدة، واجتياح داعش بعواقبة الوخيمة الشاملة ليس أقلّ ثقلاً من حروب صدام ونتائجها الكارثية.
في سنواتهم العشر الأولى، بعد انقلاب 17 تموز 1968، انصرف البعثيون إلى بناء دولة قوية، تقوّضت أركانها لاحقاً بفضل صدام حسين. أما جماعات الإسلام السياسي التي تولّت السلطة بعد إطاحة نظام صدام فقد انصرفت على مدى السنين الخمس عشرة الماضية الى نهب المال العام وتهريب ثروة الشعب العراقي الى خارج البلاد وبناء دويلاتهم الميليشياوية، ما حال منذ البداية دون قيام دولة، وسيظل حائلاً دون بناء الدولة الى أن يتمثّل الإسلاميون تجربة البعثيين في سنواتهم العشر الأولى، أو أن يقرّوا بفشلهم المتكرر المتناسل هو الآخر ويتركوها لغيرهم، بعد تزوير الانتخابات والتلاعب في العملية الانتخابية.
هل يفعلون؟
الشكّ عميق للغاية. إنهم يحبّون العيش مع كابوس البعث وشبح الخطر البعثي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram