علي حسين
ائتلاف دولة القانون يطالبنا بأن لا نستعجل تشكيل الكتلة الأكبر، فهي في دور النقاهة.. قبلها كانت قائمة سائرون تقول إنّ الكتلة تستوي على نار هادئة، قائمة النصر منشغلة بأكثر من الحديث عن القدرة الخارقة لرئيس الوزراء على تشكيل الكتلة الذهبيّة!
المواطن العراقي ينتظر. مطلوب منه أن يتحمل العيش بلا كهرباء ولا خدمات، وأن"يدبّر"حاله كما يقولون. حسن السنيد يتجول حاملاً شروط المشاركة في تقاسم الكعكة العراقية.
وحين تسأل لماذا لم يذهب السادة المسؤولون باتجاه مخيّمات النازحين في الموصل، يقولون لك إنّ"الكتلة الأكبر أولى بالمعروف".
هذا هو شعار حكومة الأغلبية، وعقليتها التي يريد أصحابها أن يديروا العراق في هذه السنوات الصعبة، جميعهم نتاج لبرلمان طائفي يعتقد القائمون عليه بأن الانتماء للطائفة سيعبر بالبلاد من محنتها وسينقل المواطنين إلى جنات النعيم.
ولأن البعض ممن لا يطيق الحياة دون أن يقدم لنا كل يوم مشهداً جديداً من دراما المفاجأة، يؤكد من خلاله قدرته في صناعة أسباب الخوف وتنميتها في صدور الناس، فإعادة سليم الجبوري إلى كرسي رئاسة البرلمان أو استبداله ببطل نهب أموال الهلال الأحمر جمال الكربولي، دراما مثيرة تستحق الاجتماع في اسطنبول.
لقد فاضت الاقلام وتعبت الصفحات في بيان المسؤولية القانونية والسياسية لكلّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس البرلمان عن الأزمات التي تمرّ بها البلاد وحالة الخراب والفوضى السياسية باعتبارهم حاملين مفاتيح الأمور التشريعية والتنفيذية، دون أن يسأل أصحاب الفخامات أنفسهم الى أين تسير البلاد.
ومن العبث طبعا أن نذكّر بما يجري في بلاد أخرى نحن بأمسّ الحاجة لأن تتعلم القيادة على يديها حيث يحكم على رئيس وزرائها بالسجن عشر سنوات ومعه خطاب يمنعه من العمل السياسي كما حدث مع رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف، أو أن تعلن نتائج انتخابات تركيا في نفس اليوم الذي أجريت فيه، بعدها يخرج أردوغان ليعلن أنه سيشكّل حكومته من خارج حزبه العدالة والتنمية، ولأنّ حزبه رغم الفوز فقد 7 في المئة من أصواته التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، قال أردوغان إن الناخبين وجهوا رسالة إلى الحزب عليه قراءتها جيداً. في هذه البلاد لم يخرج ثلاثة ارباع الشعب للانتخابات احتجاجا ً، ولم نجد مسؤولاً واحداً يقول،علينا أن نراجع أنفسنا، لأنهم جميعا يريدون منّا أن نرضى العيش معهم في سنوات عجاف متواصلة!