البصرة/ عدنان الفضلياقامت رابطة ابداع الثقافة في البصرة بالتعاون مع ملتقى الخميس الابداعي في بغداد محاضرة موسيقية نقدية بعنوان (الاغنية السياسية.. الشيخ امام انموذجاً) حاضر فيها الناقد الموسيقي ستار الناصر وادارالجلسة التي اقيمت في مقهى ادباء البصرة الكاتب والفنان المسرحي عبد الخالق كريم الذي قال في بداية الجلسة:
 ان الجيل الحالي كاد يفتقد طعم  الاغنية السياسية بعد ان خفتت جذوتها بغياب النص الشعري الذي يخوض في هذا المجال المهم وانحسار موجات التحرر التي كانت موجودة  بقوة في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم الناقد الموسيقي ستار الناصر سيكون ضيف رابطة ابداع الثقافة في البصرة للحديث عن الاغنية السياسية واشتغالات الفنان الراحل (شيخ امام) احد ابرز من قدموا الاغنية السياسية. فقال الناقد ستار الناصر عن النشأة الاولى للاغنية السياسية العربية وربطها بحركات التحرر العربية التي كانت موجودة في العقدين الستيني والسبعيني من القرن الماضي، كما تحدث الناقد عن الفرق بين الاغنية السياسية واغاني الحرب مشيراً الى ان المتخصصين بالموسيقى العربية لم يصلوا حتى هذه اللحظة الى تعريف حقيقي للاغنية السياسية، مستذكراً العديد من النماذج في الاغنية العربية سواء كانت تلك التي تمجد الحروب او تلك التي تتحدث بلسان الشعوب عن ما يعانونه من ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية قاسية تسببت بها الانظمة العربية التي تقود البلدان بتسلط واضح اثر سلباً في تقدم تلك الشعوب. واشار الناصر الى ان انتكاسة حزيران والمهانة التي عاشتها الشعوب العربية آنذاك كانت سبباً مهماً في بروز الاغنية السياسية وخصوصا في مصر، حيث برز الثنائي الشاعر احمد فؤاد نجم والملحن الفنان شيخ امام كظاهرة جديدة على المجتمع المصري من خلال تقديمهم أغاني تحاكي همومهم وتقترب من تطلعاتهم، واكد الناصر في محاضرته انه برغم الاضطهاد الذي تعرض له هذا الثنائي من السلطة الحاكمة في مصر في ذلك الوقت الا انهما لم يتوقفا عند حد معين، بل ان هذا الاضطهاد زادهم اصرارا على مواصلة توعية الشعب المصري بما يدور حولهم من خلال اغان ذات مفردات بسيطة متداولة استخدماها بطريقة (التورية الشعرية) مثل اغنية (حاحا) واغنية (ياسين وبهية) وغيرهما من الاغاني ذات الطابع الساخر والمستهزئ من النظام الحاكم آنذاك.واضاف الناصر في محاضرته الى ان الأغنية الحربية التي قدمها عدد كبير من الفنانين الكبار أمثال ام كلثوم وعبد الحليم حافظ فشلت بسبب اعتمادها على التعبئة العسكرية دون الالتفات إلى الواقع الحقيقي الذي بدأت الشعوب العربية تدركه وتعيه، لذلك حققت الأغنية التي كان يقدمها الشيخ امام حضوراً واضحاً خصوصاً لدى العامة، وأشار الناصر الى  ان ما ساعد في هذا الانتشار أيضاً وجود تيار يساري قوي تمثل بوجود الشيوعيين في مقدمة المشهد الثقافي المصري بصورة خاصة والعربي بصورة عامة. واكد الناصر ان سبب انطفاء جذوة الثنائي كان هو الإسفين المادي الذي دقّ بين الشاعر والملحن للتفريق بينهما لتحصل القطيعة التي استمرت حتى رحيل الفنان الشيخ امام.ثم قدم الناقد ستار الناصر عددا من المعزوفات على آلة العود وعدداً اخر من الاغاني التي كتبها الشاعر احمد فؤاد نجم ولحنها الشيخ امام  وتفاعل معها الجمهور الحاضر الذي ردد مع الناصر اغلب تلك الاغاني في جو احتفالي كبير.