سلام خياط
البناية العالية المجاورة لسكني ، مخصصة لكبار السن ، أولئك الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر ، المشمولين بالرعاية الإجتماعية ، ومن كل شعاب الأرض ، من الصومال والسودان ومصر وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا ، و،،و،، مطلقات ، أرامل ، ربات بيوت وغيرهم … ويا ويله وسواد ليله من ينابز أحداً ، أو يعيره بدين أو مذهب أو عرق أو لون أو قومية ،
راتب الرعاية الإجتماعية يشمل معظم النزيلات ..لا تحتاج الواحدة منهن لنوال راتب الرعاية أو حق السكنى ، للوقوف في الطابور منكسرة تستجدي رحمة موظف أو عطف موظفة ما دامت أوراق الطلب مستوفية شروطها .
في البناية المذكورة - ومعظم البنايات المشابهة - الماء الجارى ( بارداً وحاراً ) لا ينقطع .أجهزة التدفئة تفتح وتقفل حسب الحاجة .. هناك عامل لرفع القمامة من أمام أبواب الشقق مرتين في الأسبوع ، ثمة حبل دقيق ينتهي بمقبض يتدلى من السقف ،، في الغرف والمطبخ والحمام ، يصل النازل بالمسؤول فيهرع للنجدة في حالة السقوط المفاجئ أو حين الإضطرار …..
ليس هذا فقط ، ثمة إجتماعات للتوعية الصحية ،، كورسات لممارسة الرياضة ، محاضرات لتحفيز الذهن وتقوية الذاكرة ،، دورات للرياضة ، للرسم ، لتبادل الآراء والكتب ، للتطريز ، لزيارة المعالم الأثرية ،، لا تتردد في تسجيل اسمك لو أردت معونة أثناء التسوق أو غسل الملابس …بعض خدمات الإعانة تتكفل بدفعها مجالس البلدية ، وبعضها أجور رمزية لا تثقل كاهل النزيل .
راتب الرعاية الإجتماعية مكفول ،، والتضخم محسوب ، يضاف كلما تطلب الأمر إضافة ،،،،
جنة حقيقية — لكن — لمن لم يجرب مرارة الإغتراب ويعاني وحشة الغربة …..أحنّ لشميم طلع نخلة بعيدة ،، لفوح مبسم قداح من شجرة ليمون أو رازقي ، أفتقد صدرا - كصدر امي يضمني ويبدد قلقي ، افتقد ركنا تتجمع فيه الكتب المهداة من مؤلفيها ،، وطفلة تهرع نحوي - إذ تعود من المدرسة . وتهتف : ماما .أخذت عشرة على عشرة في الحساب ، وصفق لي الطلاب والمعلمة …..