TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي الذي يرعبه الفيسبوك

العمود الثامن: العبادي الذي يرعبه الفيسبوك

نشر في: 16 يوليو, 2018: 08:42 م

 علي حسين

ما فعله السيد حيدر العبادي ومعه مجموعة مستشارين"جهابذة"خلال الأيام الماضية،هو عملية إجهاز بشكل كامل على مفهوم حقوق الشعب في دساتير الأمم، والسعي لتحويل المواطن الى مجرد كائن"لايرى..لايسمع.. لايتكلم"، كائن منتهى حلمه الحصول على ساعة من الإنترنت وانتظار أن يسمح سيادة رئيس الوزراء بأن تتجول الناس داخل صفحات الفيسبوك، وقبل هذا وبعده الحصول على الحلم الأكبر ساعة من الكهرباء.
هنا تصبح شعارات مثل الحرية والديمقراطية والتغيير وحقوق الإنسان، مجرد مفردات تلاحق من يرددها وتنعته بالمخرِّب، إن لم تصلق به العبارة الشهيرة"أجندات أجنبية"، في ذلك تصلح مأساة 8 شباب قُتلوا بدم بارد لأنهم تظاهروا من أجل المطالبة بأبسط حقوق الإنسان، من حياة كريمة وخدمات أسوة بما تتمتع به المنطقة الخضراء ومنازل المسؤولين ورجال الدين وأصحاب"الخطوط الحمر"، ولا أريد أن أضيف 56 مصاباً سبعة منهم يعانون من حالات خطرة، نموذجاً واضحاً على أنّ الإنسان العراقي مجرّد رقم يُستخدم أحياناً في الانتخابات، وأحياناً كثيرة ينقل إلى سجل الموتى.
كان من السهل على هؤلاء الشباب أن ينضمّوا إلى إحدى الميليشيات، أو يصبحوا كوادر في حزب الدعوة، أو يقرروا الهجرة وترك البلاد لسلالة حسين الشهرستاني، لكنهم مثل كثيرين دفعهم حب الوطن إلى الدفاع عن حلم الناس بالعدالة الاجتماعية، والسعي لبناء العراق كدولة للحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية، وتظاهروا واحتجّوا ليكون مصيرهم جُثثاً في الطب العدلي، ومصابين في المستشفيات ينتظرهم العقاب القاسي، وحصص وافرة من الرصاص الحيّ والهراوات.
لم يكن لدى هؤلاء الشباب حصانة من زعيم حزب"مؤمن"تجعل القوات الأمنية تخشى الاقتراب منهم، ولم يكلف حزب من الذين صدّعوا رؤوسنا بخطابات الإصلاح والتغيير ان يصدر بيانا يطالب فيه بإجراء تحقيق فوري لمثل هذه الانتهاكات الخطيرة.
والعجيب والغريب أنه من أجل حماية العملية السياسية العرجاء وفي سبيل حماية أصنام العهد الجديد، استباحت الحكومة ومعها خبراؤها الأشاوس كل شيء، فبعد قتل شباب التظاهرات وتخوينهم، جاء الدور بالتصدّي للسيد فيسبوك ومعاونيه،لأنهم كشفوا زيف الحكومة ومعها النظام السياسي لان السيد العبادي انتابته حالة الرعب، من أنّ الفيسبوك ينقل بالصوت والصورة انتهاكات القوات الأمنية، ومن ثم لابد من تعطيله، أو التشويش عليه.وهذا أحدث إنجاز في سجلّ إنجازات حكومة العبادي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram