TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الوجه الآخر للعبادي

العمود الثامن: الوجه الآخر للعبادي

نشر في: 17 يوليو, 2018: 09:54 م

 علي حسين

الآن بإمكان العراقيين أن يكتشفوا الوجه الآخر لرئيس وزرائهم المنتهية صلاحيته حيدر العبادي ، فبعد أربع سنوات من جلوس العبادي مبتسماً على كرسي رئاسة الوزراء ، وبعد أكثر من 250 خطاباً تلفزيونياً عن الإصلاح والمواطنة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد ، نشاهده هذه الأيام " متجهّم الوجه " ومقربوه يؤكدون أن العراق لا يصلح معه إلا رئيس وزراء يضرب المتظاهرين بالرصاص الحي ، ويسحلهم بالشوارع ، ويرسل إليهم مدرعات سوات لسحقهم ، لأنهم تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية " العبادية " ، لم يطق رئيس الوزراء أن يسمع البعض يشكك بنزاهة حكومته فخرج يصرخ :" إنّ المتظاهرين يريدون تخريب البلاد "
الغريب أن الذين يصلون الليل بالنهار بحثاً وتحليلاً لظاهرة تظاهرات مدن الجنوب وينتهون إلى أنها تمثل خطراً محدقا باستقرار البلاد، هم أنفسهم الذين حاولوا إظهار تظاهرات البحرين باعتبارها صحوة شعبية ضد أنظمة فاسدة.
من المهم الانتباه إلى أن البعض من ساستنا الكرام مصاب بنوع من " فوبيا التظاهرات " العراقية حصراً ، تجعلهم كلما ذكر اسم ساحة التحرير يستغرقون في نوبة من الهرش وحكّ الجلد بعنف حتى تسيل منه شتائم وصرخات من العيار الثقيل .
تصريحات حيدر العبادي الأخيرة عن التظاهرات لا تختلف بالتأكيد عن تصريحات من قبل من السيد نوري المالكي وهي بالتأكيد أحد أهم مسببات الهمّ والغمّ التي ترافقنا كل يوم .
منذ أن انطلقت احتجاجات البصرة ، ورئيس الوزراء ومعه " مستشاريه " يخرجون كل ساعة وهم يحذرون العراقيين من خطر جديد اسمه "التظاهرات " وكيف أن أصحابها يريدون أن يهددوا الحياة الهانئة التي تعيشها مدن بغداد والبصرة وميسان والحلة ، وقرأنا سيلاً من البيانات والشتائم تطالب بتطهير العراق من هذه الزمر المتآمرة على مستقبل البلاد، وسعى البعض إلى إيهام الناس بأن المشكلة ليست في أرتال الفاسدين الذين يعشّشون في معظم مؤسسات الدولة، ولا في غياب أبسط شروط العيش، ولا في البطالة وازدياد معدل الفقراء، ولا في فوضى التعليم، ولا في جيوش الأيتام والأرامل الذين يعيشون على هامش الحياة، وإنما في أعداء النجاح المتربصين للانقضاض على المكاسب التي حققتها حكومة العبادي .
منتهى البؤس ألّا يكون في العراق من يصلح مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء ، إلا من أحزاب الخراب والفساد ، ويطلب من الشعب ألّا يعترض على هذا الاختيار، و ألّا فان ترويض الشعب هو الهدف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram