ترجمة/ المدى
في الوقت الذي يكدح فيه ملايين النازحين العائدين الى بيوتهم للتأقلم مع حقيقة أوضاع ما آلت إليه مناطقهم المحررة من خراب بعد حرب دامية مع تنظيم داعش ، قامت منظمة الهجرة الدولية IOM التابعة للأمم المتحدة بتجهيز أكثر من 600 عائلة أيزيدية متواجدة في القرى حول منطقة سنجار ، 120 كم غرب الموصل ، بمساعدات مادية غير غذائية يستعينون بها.
وقامت المنظمة الدولية بتوزيع تجهيزات منزلية أساسية للمتضررين من أهالي سنجار من الأيزيديين لمساعتهم في مواصلة اقل قدر ممكن من الحياة طبيعية التي اعتادوا عليها سابقا فضلا عن مساعدات مالية مقدمة من مكتب مساعدات الطوارئ الخارجية في وزارة الخارجية الاميركية .
الاسبوع الماضي فقط وللمرة الاولى منذ انتهاء المعارك ، تمكنت منظمة الهجرة الدولية من دخول قرية حردان الواقعة على بعد 30 كم الى الشرق من بلدة سنجار .
قولو قاسم إلياس ، المسؤول المحلي لقرية حردان أو مايعرف باسم مختار القرية ، قال ان ، خُمس عدد عوائل القرية فقط تمكن من الرجوع .
ومضى ، إلياس ، بقوله " اعتادت قرية حردان أن تضم اكثر من 300 عائلة بتعداد سكاني يصل الى 2,100 ألفين ومئة شخص ، أما اليوم فان 60 عائلة فقط رجعت الى القرية . وفي 3 آب 2014 عندما هاجم مسلحو داعش منطقة سنجار واجتاحوا قراها بضمنها قرية حردان قتل منها أكثر من 70 شخصاً مع اختطاف 376 آخرين أغلبهم مايزال في عداد المفقودين ."
أقدم تنظيم داعش على اعدام المئات من رجال الطائفة الأيزيدية مع استعباد الآلاف من نسائهم وأطفالهم . وعند محاولتهم للهروب من العنف الذي انتشر في عام 2014 توجه مئات الآلاف من الأيزيديين ومن أبناء الطوائف الأخرى للهروب والنجاة بحياتهم نحو جبل سنجار .
اليوم مايزال آلاف من هؤلاء الناس يعيشون حالة خوف شديد يمنعهم من مغادرة الجبل ، مفضلين العيش في خيم نصبت لهم على سفح جبل سنجار على أن يعيدوا الى قراهم الاصلية .
العدد القليل من العوائل الذين اختاروا العودة لقريتهم واجهوا تحديات كبيرة وهم يحاولون التأقلم من جديد على ظروف الحياة هناك . الكثير منهم لايملك أي شيء ، فقد نفدت مدخراتهم وسرقت بيوتهم ودمرت وتم إزالة كل أسباب العيش لهم .
وإذا كانت أي من الخدمات الاساسية متوفرة في تلك القرى فإنها لاتعمل بطاقتها الكاملة ، وماتزال المنطقة موبوءة بمخلفات الحرب من عبوات ناسفة ومتفجرات . من ناحية أخرى فان تعداد التجمعات السكانية الآن هو عبارة عن جزء يسير فقط مما اعتادت عليه المنطقة في السابق ، ومع بدء عودة النازحين لمناطقهم فان غياب الآلاف من أفراد عوائلهم مايزال يشكل أمراً محسوساً لهم لايمكن نسيانه .
مختار قرية حردان ذكر بان لا المدرسة ولا العيادة الصحية في القرية صالحة للاستخدام عازياً الأمر لافتقارها الى البنى التحتية الضرورية من مياه شرب ومستلزمات أخرى بسبب الإضرار التي حلت بها جراء المعارك .
عوائل زارها مسؤولون من منظمة الهجرة الدولية في بيوتهم في قرية حردان ذكروا بأنه لاتتوفر لهم مساعدات تمكنهم من التأقلم مع الظروف الصعبة التي يواجهوها والتي أثرت عليهم نفسياً وجسدياً , وعبروا عن تخوفهم الكبير من المستقبل .
المنظمة الدولية ذكرت إنها خلال الأشهر القادمة ستساعد على تحسين ظروف المعيشة لتجمعات سكانية مختلفة من العائدين وذلك باصلاح وترميم بنى تحتية أساسية مثل شبكة المياه العامة ودعم الحكومات المحلية لتوفير خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاساسية الاخرى ، مع تسهيل الحصول على وسائل العيش اليومية من خلال صندوق دعم مشاريع العمل الصغيرة .
جيرارد وايت ، مدير بعثة منظمة الهجرة في العراق ، قال " تقوم منظمة الهجرة الدولية IOM بتجهيز سكان منطقة سنجار بالمساعدات الأنسانية الأساسية ونتوقع زيادة نطاق المساعدة قريباً . بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العيش في المنفى ، يستحق الأيزيديون فرصة تمكنهم من العودة لقراهم ومجتمعاتهم ليؤسسوا حياتهم من جديد . ونظراً لحجم الدمار الذي تعرضوا له فيتوجب امدادهم بمزيد من الدعم ."
استناداً لبيانات رصد عودة النازحين التابعة لمنظمة الهجرة في العراق ، فان أغلب العوائل الايزيدية ومنذ تحرير المنطقة من تنظيم داعش بشكل كامل قبل سنة ، ماتزال غير قادرة على العودة الى بلدة سنجار والقرى المحيطة بها .
من مجموع 52,158 أيزيدياً مهجراً داخليا عاد لمنطقة سنجار ، فان أقل من خُمس العدد فقط عاد لمناطق جنوب جبل سنجار.
عن: منظمة الهجرة الدولية IOM