TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي ضد العراقيين!!

العمود الثامن: العبادي ضد العراقيين!!

نشر في: 21 يوليو, 2018: 09:04 م

 علي حسين

لابدَّ من أنّ حضرتك شاهدتَ صورة رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غوين، وهي بملابس السجن تستمع إلى قرار يعلنه القاضي بإضافة سنوات جديدة إلى سنيّ حبسها ليصبح المجموع 32 عاماً، وكانت النيابة الكورية اتهمت، أتمنى أن لايسالني أحد عن النائب العام العراقي، فأظنّ أنّ هذا المنصب وهمي ولا وجود له في أرض الرافدين، أعود للسجينة الكورية التي اتُّهمت بتبذير مبلغ ثلاثة ملايين دولار استخدمتها في صيانة منزلها الخاص ومساعدة إحدى الصديقات في افتتاح محل تجاري. مع المخالفات التي ارتكبتها السيدة"غوين"تذكّر عزيزي القارئ كيف لفلف مسؤولونا"المؤمنون"مبلغ ترليون دولار في مشاريع وهمية، كان من نتائجها أنّ الصحافة الكويتية خرجت علينا أمس لتعلن أن الكويت تضيء ظلام العراق، فالبلاد التي أخبرنا ذات يوم حسين الشهرستاني أنها ستصدّر الكهرباء لدول الجوار، وستتحول إلى أكبر منتج للمشتقات النفطية في العالم، مدّت يدها تطلب العون من الكويت لتزويدها بالوقود لتشغيل المحطات الكهربائية،بينما يتمتّع سرّاق أموال الكهرباء بما نهبوه، وبالحصانة التي تمنحها إليهم الدولة باعتبارهم خطوطاً حمراء لايمكن الاقتراب منها.
كأنما الدرس الذي تعطيه بعض الشعوب موجّه على نحو خاص، إلى بلد النهب المنظّم، ففي باريس كانت صورة أحد أفراد حماية الرئيس ماكرون وهو يضرب أحد المتظاهرين الخبر الاول في معظم الصحف الفرنسية، وهنا أيضا خرج المدّعي العام الفرنسي ليعلن أنّ شخص مكلف بالخدمة العامة، استغل مهماته في الإساءة إلى مواطن، ولم تمرّ ساعات حتى أصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً اعتذرت فيه للمواطن الذي تعرّض لـ"دفرة"واحدة، وليس تعذيباً بالكهرباء أو تعليقاً في المروحة،أو إطلاق رصاص حيّ.
لا بأس وأنت تتابع الاعتذار الإنساني الذي قدمته الرئاسة الفرنسية، أن تتذكّر ما يفعله حيدر العبادي مع المتظاهرين، ولا بأس أيضاً أن تنعش ذاكرتك بأنّ المئات من المتظاهرين تعرّضوا لإصابات قاتلة بسبب مطالبتهم بالخدمات ومحاسبة الفاسدين، وأنّ هناك مَن انتُهكت آدميّته في أقبية تعذيب، تصوّر المواطن العراقي أنها دُفنت بعد عام 2003، إلّا أنّ حزب الدعوة مصرّ على تجديد جدرانها وتزويدها بالأجهزة الحديثة والرجال الأشدّاء
والآن ليسمح لي السيد العبادي أن أسال : هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أنّ الذين أصدروا الأوامر بقتل المتظاهرين وتعذيبهم سيُقدّمون إلى المحاكمة، بعدها يمكن له أن يشرح للناس فوائد الإصلاح!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram