إياد الصالحي
في الوقت الذي تواصل المواقع الاجتماعية وعدد محدود من وسائل الإعلام الرسمية انتقاداتها للملاك التدريبي للمنتخب الأولمبي لضمّه بعض العناصر الذين تحيط بهم شبهات التزوير في الأعمار، باشر المنتخب وحداته التدريبية اليوم الإثنين في مدينة أربيل بإقليم كردستان لوضع اللمسات الفنية على خطة الاستعداد لدورة الألعاب الآسيوية التي تضيّفها جاكرتا منتصف آب المقبل، في مهمة جديدة مشروطة بتحقيق الإنجاز.
لكم أن تتصوّروا حجم الضغط النفسي الذي يحيط بالملاك التدريبي بقيادة عبد الغني شهد ولاعبيه نتيجة حملات التشكيك التي تؤشّر تورط بعض اللاعبين بحملهم جوازات سفر مثبّتة فيها أعمار غير حقيقية كما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي وما كشف عنها بعض الزملاء في البرامج الحوارية وعن من ساعدهم في التزوير، تعكّزاً على مشاركة اللاعب المزوّر في أكثر من بطولة قارية للفئة نفسها، وكذلك انضمامه لأول نادٍ زجّ به في منافسات دوري الكرة بعمرٍ كبير لا يستطيع أحد أن ينفي ذلك إلا إذا كان متورّطاً بالفعل مع اللاعب نفسه، وهي جريمة يعاقب عليها القانون حالها حال المتستّر على معلومات مقرونة بوثيقة تدين المتهم بالجرم!
ما يؤخذ على المدرب عبد الغني شهد مسألتين، أولاً قبوله شرط اللجنة الأولمبية الوطنية بوجوب تحقيق الانجاز في دورة جاكرتا أو يخلي المهمة لغيره، وهو يعلم أن التحضيرات الخجولة للمنتخب الأولمبي لا تسعفه حتى تقديم الأداء الطموح أمام تيمور الشرقية الذي نحترم تطلعاته هو الآخر وبذل ما في وسعه لأجل الظهور المشرّف في الدورة، فكيف أرتضى شهد أن يختصر تحضيراته للدورة بالاعتماد على لاعبين لديهم تمرّس سابق في هكذا دورات متخطّين السن القانونية لأجل تحقيق مكاسب آنية لا تخدم كرتنا؟
ثانياً، نفوره من نقد الإعلام لا يصبّ في مصلحته أبداً، بل يؤكد تهرّبه من تحمّل مسؤولية بقاء لاعبين سرقوا فرص غيرهم، وبالتالي يفترض به أن يشكر كل من ينصحه ويدلّه على الصواب، أما أن يرفع وتيرة انفعاله ويعد كل من يوجّه له نقداً أنه يستهدف إفشال مهمته فهذا الأمر غير صحيح، وعليه مراجعة تصريحاته وعمله في المرحلة المقبلة، إذا ما كتبت له الدورة بصيص أمل للبقاء مع المنتخب.
صراحة إذا ما أردنا أن ننصف أزمة الأولمبي نؤكد أنه ليس شهد وحده يتحمل المسؤولية، اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم ضليعان في ورطة كبيرة بسكوتهما على ملف التزوير وقبولهما دعم المنتخب الأولمبي وارسال اسماء اللاعبين الى اللجنة المنظمة للدورة الآسيوية من دون إجراء التحقيق فيما ينشر بوسائل الإعلام وما يوفر لهما من أدلة دامغة، وبخاصة اتحاد كرة القدم الذي ظنَّ أن قراره برفع أيدي عدد من المدربين عن منتخبات الفئات العمرية هو إجراء كافٍ لإصلاح منظومة اللعبة في جزئية رعاية قاعدة المنتخب الأول، فلم يبادر رئيس لجنة المنتخبات فالح موسى المسؤول الأول عن كل شؤون المنتخبات الى كتابة توصية بإجراء مسح شامل للاعبين وعدم إهمال أي معلومة للخلاص من الشكوك وإسكات المنتقدين بإجراءات قانونية تأخذ بالحسبان مخاطبة الدوائر ذات العلاقة بمنح البطاقة التموينية وجواز السفر ووثائق التربية وحتى شهادة الميلاد من المستشفى التي لم يشر أليها أحد، فهي من الوثائق المهمة للاستدلال على العمر الحقيقي للاعب، فجميع الولادات بدءاً من عام 1990 فما فوق ليس من الصعب مفاتحة المستشفيات ذات العلاقة للحصول على المعلومة الدقيقة منها.
ننبّه اتحاد كرة القدم الى ضرورة بذل أقصى الجهود لتنظيف ملفات المنتخبات من آفة التزوير وإلا فإن المرحلة المقبلة ستشهد تحقيقاً دولياً معه لاسيما بعد أن لمّح المدرب يونس القطان في حوار سابق مع (المدى) الى وضع ملف التزوير على طاولة الاتحاد الدولي لكرة القدم مع الوثائق الدامغة، وهناك مؤشرات إيجابية وصلته من الدائرة المختصة في الفيفا تعلمه بدراسة الملف جدياً!
من المخجل جداً أن تتعرّض سمعة بلدنا الى فضيحة كبيرة بسبب سكوت الاتحاد على رفع قوائم بأسماء لاعبي المنتخبات الى الاتحاد الآسيوي الذي منح ارقاماً خاصة بهم لتكون اساساً لمستقبلهم، وهناك عدد ليس قليلاً مشتبه بتهمة التزوير.