سلام خياط
- بعثت صديقة قديمة لم تغادر العراق ، بفيلم قصير يتمثل في صنبور ماء مفتوح ، والماء الدافق منه بلون بني غامق عكر كماء البالوعات ،،، وتتساءل : هذا شرابنا .. وكتاباتكم كالطفح الجلدى ، لا تداوي جرحاً نازفاً ولا تشفي مرضاً عضالاً
…………
في خضم الصراع الدامي على نوال المغانم والمكاسب الآنية .. والبحث المسعور عن مرتع أخصب ، ولقمة أطيب ،ورزقاً أوفر ، نسي معظم ساستنا — لا سامحهم الله —توفير حسوة ماء غير ملوث وصونها من البدد .
قد يصبر المرء أياماًعلى الجوع ،، لكنه لا يقوى على مغالبة العطش إلا يوماً أو بعض يوم …. تلك حقيقة علمية لا سبيل لدحضها .. ذلك أن تركيبة جسم الإنسان :: انسجته وكتلة دماغه ومضغة قلبه وكبده وكليتيه ، و،،، و، مجبولة من خلايا مترعة بالماء فيها وحواليها ،،، ولا جديد إن ذكرنا ان الحضارات العالمية الكبرى ما قامت حوالي آبار نفط ، بل ترعرعت حول مرابع الأنهار ، منابعها ومصباتها (( حضارة وادي السند ، والكنج ، ووادي النيل ووادي الرافدين ، نماذج شاخصة.
أو ليس ما يدعو للدهشة حقاً أن تتباين وتتنوع ملامح البشر عبر أرجاء المعمورة ، وتختلف سحناتهم وألوان بشرتهم وعاداتهم ، و..و.لكنهم يتشابهون كالتوائم في جزئيات وأولويات خرائط ابدانهم ،،،، فالجميع من بلدان الشرق الأدنى والأقصى — قاطبة — يمتلكون معدة وأمعاء ، وقلب وكبد وطحال وريئتين وكليتين و … والجميع دون إستثناء ، يشكل الماء نسبة عالية في كينونتهم، ذلك أن ثلثي جسم الإنسان ماء !!
فهلا أدركنا حجم الكارثة المحدقة بالإنسان العراقي . والمهيمنون على شؤون البلد مشغولون بتحصيل المغانم على حساب حسوة من ماء صالح للشرب ؟؟