سامي عبد الحميد
ويتمثل الجمال ثانياً، في كيفية قيام المخرج المسرحي في تجسيد وتفعيل ذلك الصراع وتلك المعاناة بأدواته المتاحة – الممثل والزي والمنظر والإضاءة. وفي تمكين الممثلين من إيصال مضمون المسرحية الى المتفرجين بواسطة العناصر السمعية والمرئية والحركية. ويهتم المنظّر المسرحي الشهير (الكساندر دين) على المرئي أكثر من الآخر حيث يعتمد خمسة أسس للإخراج المسرحي هي على التوالي: (1) التكوين ويقصد به تنظيم عناصر الصورة المسرحية. (2) التفسير ويقصد به ما يفرزه التكوين من معاني. (3) الحركة ويقصد بها حركة الممثلين حيث لها مدلولاتها في العرض. (4) الإيقاع ويقصد به نبض العمل المسرحي وتناسبه مع الفكر والشعور. (5) التعبير الصامت ويقصد به تلك اللحظات من الصمت المعبر.
ويتمثل الجمال ثالثاً، في اداء الممثلين ومدى اقناع المتفرجين بالشخصيات التي يمثلونها بعد أن يكونوا قد اقتنعوا بها وفي مدى تحويلهم لأبعاد شخصياتهم كممثلين إلى أبعاد الشخصيات الدرامية التي يمثلونها. وهنا يدخل عامل الصدق في أداء الممثل وعدم الأصطناع والابتعاد عن المبالغة.
ويتمثل الجمال رابعاً، في أزياء الممثلين من حيث ملاءمتها لطبيعة الشخصيات التي يمثلونها سواء في طرازها وبأشكالها وألوانها أم بدقتها التاريخية أو بمساهمتها في إسناد صفات الشخصية.
ويتمثل الجمال خامساً، في المنظر سواء في تمثيله لبيئة أحداث المسرحية أم مجرد خلفية مجردة مناسبة لتلك الأحداث، وذلك بواسطة عناصر البلاستيك – الخط والسطح والكتلة واللون والملمس والفراغ.
ويتمثل الجمال سادساً، في الأضاءة ومدى تحقيقها لوظائفها في العرض المسرحي والتي تشمل الأظهار الاختياري، والكشف عن الشكل المجسد، والابهام بالطبيعة، وخلق الجو المناسب، ومدى مساهمتها في التكوين البصري الدال.
يتفق دارسو الفن الجميل ومبدعوه، باستثناء البعض، بأن هناك عوامل معينة تساهم في تحقيق الجمال في العمل الفني والمسرحي بالذات وهي: (1) الوحدة أي وحدة الشكل ووحدة المضمون وعدم التنافر بينهما. أي أن لا يكون الشكل تجريدياً والمضمون واقعياً مثلاً، (2) التماسك، أي ارتباط كل جزء من أجزاء العمل الفني بالجزء الآخر وبالكل. وان يتولد هذا الجزء من الجزء الذي يسبقه ويولد هذا الجزء الجزء الآخر الذي يليه. (3) التشديد، أي تأكيد جانب معين من العمل الفني وهو المهم وإبرازه وتفضيل الأهم على المهم. (4) التجانس أي تحقيق الانسجام بين أجزاء العمل الفني وخلق العلاقة المنطقية بينها. (5) إعادة التنظيم ، أي قيام الفنان بالتقاط مادته من الطبيعة أو من الحياة وإعادة تركيب مكوناتها لتكون أكثر تأثيراً في نفوس المتلقين.