اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: لماذا كانت مخبّأة كلّ هذه المليارات؟

شناشيل: لماذا كانت مخبّأة كلّ هذه المليارات؟

نشر في: 24 يوليو, 2018: 07:43 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

جزى الله المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، سعد الحديثي، خيراً إذ يعلن على الملأ، أول من أمس، عن أنه قد "تمّ الإيعاز" (من رئيس الوزراء) بصرف ثلاثة ترليونات ونصف ترليون دينار إلى محافظة البصرة وحدها، مؤكداً أن المبلغ المصروف " ليس فقط لتحلية المياه وإنما لكل المشاريع المُعطّلة التي قطعت شوطاً كبيراً، خصوصاً المشاريع على مستوى الكهرباء والبيئة والخدمات الصحية والتربوية".
السيد الحديثي طمّننا أيضاً إلى أنّ الأمر لن يقتصر على محافظة البصرة، فالمحافظات الأخرى ستكون لها معاملة مماثلة وحصتها من المبالغ الموعز بإطلاقها مؤمّنة، أي صرف ترليونات أخرى لها من أجل المشاريع المعطّلة فيها، وأشار على نحو خاص الى محافظة ذي قار (الناصرية) حيث " هناك 14 قراراً، جزء منها إطلاق تخصيصات مالية، وكذلك المثنى 19 قراراً، جزء منها تخصيصات مالية لقطاعات الصحة والخدمات والكهرباء والماء"، موضحاً أن "المبالغ التي حُدِّدت للصرف على المحافظات هي في إطار البترودولار وتنمية الأقاليم والمحافظات وحصة المحافظات التي فيها منافذ حدودية بحسب القانون".
المبلغ المخصّص لمحافظة البصرة يعادل ثلاثة مليارات دولار أميركي، وإذا ما تمّ بالفعل صرف المبلغ من دون تأخير ومن غير مداورات ومناورات والتفافات من الأجهزة البيروقراطية الفاسدة للاستحواذ على نسبة كبيرة منه، كما جرت العادة مع كل مبلغ يُرصد أو يُصرف لصالح المشاريع العامة، فإن البصرة ستشهد نهضة اقتصادية – اجتماعية ملموسة، وكذا الحال بالنسبة للمحافظات الأخرى التي حتى لو خُصّص لها جميعاً مبلغاً بحجم مبلغ البصرة فستكون لهذا آثار إيجابية على مستوى التجهيز بالكهرباء والماء فضلاً عن خدمات الصحة والبيئة والتعليم وسواها وتشغيل الأيدي العاملة المعطّلة.
المبالغ الموعز بصرفها إلى البصرة وذي قار والمثنى والأخرى التي سيوعز بصرفها لاحقاً لن تخرج بالطبع من جيب رئيس الوزراء أو سواه من مسؤولي الدولة. إنها أموال عامة مدّخرة من عائدات النفط على نحو خاص، والنفط كما جاء في الدستور ثروة عامة ملك للشعب العراقي بأجمعه. إذن السؤال الكبير الآن: لماذا السيد العبادي وحكومته احتفظا بكل هذه المبالغ الكبيرة ولم يُطلقاها في السابق، كما يفعلان الآن، لإصلاح نظام الخدمات العامة المنهار وتحسين ظروف المعيشة لسكان المحافظات؟ .. ولمصلحة مَنْ حُجِزت هذه الأموال، ليجري الإيعاز بصرفها فقط بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية؟
من حقّنا، وحقّ العراقيين جميعاً، أن نتلقى جواباً واضحاً ومفصّلاً عن هذا السؤال .. من حقّنا أن نعرف الحقيقة عن هذا الأمر، فاحتجاز الأموال الوارد ذكرها في تصريح السيد الحديثي ترتّب عليه مكابدة ملايين الناس آلاماً مبرحة ومحناً قاسية على مدى سنوات، ونجم عنه أيضاً سقوط ضحايا كثيرة، بين قتيل وجريح ومعتقل، في الانتفاضة الحاليّة والحركات الاحتجاجيّة الشعبيّة السابقة.
مَنْ يتحمّل المسؤولية عن هذا كلّه؟
الجواب الواضح والمفصّل المطلوب من شأنه تحديد المسؤوليات .. بالتأكيد، لا أمل في تلقّيه الآن .. !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram