عبدالله السكوتي والسردار كلمة فارسية تعني (المنصب الرفيع في الدولة )، ويروى في اصل هذا المثل: ان اثنين اختلفا في الرأي فقال احدهما: القوة في القيادة، وقال الثاني: بل القوة في الاتباع، واتفقا على اجراء تجربة على الحيوان، فأتيا بجيش من الثعالب وجعلا قائده اسدا،
ويقابله جيش من الاسود وقائده ثعلب، وأغريا بينهما بالعداوة، فلما التقى الجيشان، وتواجه القائدان انهزم جيش الاسود بقيادة الثعلب الذي لم يتمالك موقفه حين أبصر الاسد هاجما عليه وهو يزأر بغضب باسطا احدى يديه للوثوب، في حين تنمر جيش الثعالب التي أبصرت قائدها يهتاج عزما وبأسا، فانتصرت انتصارا باهرا، وتشتت شمل الاسود، فقال الاول: ألم اقل لك ان السر بالسردار.ونحن نتساءل كيف سنرى العالم لو ان اميركا وثبت على اسامة بن لادن وقتلته، من المؤكد سيكون العالم اكثر استقرارا وامنا، وكذلك بالنسبة لمقتل المجرمين ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري، حيث سيكون العراق بعدهما وبعد دولتهما اللااسلامية اكثر امنا وراحة ، ماعدا الايام الاول التي ستحاول فيها دولتهم اللااسلامية النيل من منجز القوات الامنية بعمليات ربما ستكون ثأرية، ولذا على القوات الامنية ان تديم زخم هذا العمل الكبير بذات القوة والقدرة، ومن الطبيعي ان الكثيرين عزوا هذا الامر واعلانه في هذا الوقت الى الدعاية التي يحاول السيد المالكي ان يثيرها حول نفسه والتي تصب في مصلحته ليتقلد رئاسة الوزراء مرة اخرى، وهذا التشكيك ليس في محله اذ ان صناديق الاقتراع اغلقت ومنذ فترة غير قصيرة وهذا الامر لايفيد السيد المالكي في شيء بقدر ما يعطي تباشير وضع امني مستقر في المرحلة المقبلة ويسلط الضوء على الجهد الاستخباري الجيد الذي تبذله القوات الامنية، والامن مع هذا من الاهمية بحيث يستطيع ان يقلب كثيرا من المعادلات، ويلغي ايضا الكثير من الحسابات.ومع هذا فهناك سبب آخر يجعل الامر خاليا من الدعايات، على اعتبار ان التداعيات الامنية، والانتصارات التي تحرزها القوات العراقية خارج هذه المعادلة، لان كل شيء فيها يتعلق بأرواح الناس وامنهم وحريتهم، ومع ما اسلفنا، فلم يكن اي من هذين الاحمقين سردارا بمعنى هذه الكلمة، وانما كانا مع مجاميعهما الضالة خفافيش ألفت الظلام، وهم احفاد دراكولا، حيث يلجأون الى اوجارهم كالثعالب، وقد رأينا وجوههم البائسة اعداء الحضارة والتمدن والانسانية ٌ ونحن نقول كما قال غيرنا: (تسمع بالمعيدي خير من ان تراه)، لقد رأينا مسخا مشوها، قد وضعت على وجوههم سيماء الاجرام والقتل والشذوذ، وهذه الضربة هي ضريبة جرائم هؤلاء القتلة واستهتارهم بحياة الاخرين.على هذا الاساس واذا مااردنا سحق رأس الافعى، على القوات الامنية ان تتابع انتصاراتها بضربات اخرى وهذا عين الصواب حين تدهم القوات هؤلاء بأوجارهم وتقتلهم ، كي تحوز على ثقة الشعب واحترامه، وكلنا نعلم ان هؤلاء هم حثالات الشعوب طردتهم من ديارها ليقعوا على العراق نتيجة للوضع الامني وكذلك لوجود مبررلهم، ومن غير الممكن ان ندعهم يفعلون مايشاؤون، كي لاتعود مناظر الاشلاء المتناثرة مرة اخرى كمادة اعلامية دسمة، وحتى يكون الانسان مطمئنا على حياته وحياة احبائه، ومع وجود هؤلاء فالعراق وعلى امتداد اراضيه لايوفر ملاذا آمنا لهم وانما افتقاره للجهد الاستخباري في الفترات الماضية اعطى لهذين الجاهلين وامثالهما فرصة لضرب الشعب العراقي وارهابه، ولكن ومع فداحة الخسائر وحجم التضحيات، يجب ان نعطي وعدا بأنه تحد كبير وعلينا الثبات بوجهه، وعدم اعطاء هؤلاء فرصة ولاحرية لاختيار الامكنة والاوقات التي يستهدفون بها الشعب ، جهد استخباري متميز سبقه جهد لايقل عنه اهمية حين كشفت الاستخبارات مؤامرة ضرب المراقد المقدسة بالطائرات،انها ضربات موجعة ويجب ان تستغل لمنجز اكبر.
هواء فـي شبك :(السر بالسردار )
نشر في: 20 إبريل, 2010: 07:58 م