علي حسين
في تقريرعن الموازنات التي حصل عليها العراق منذ عام 2005 وحتى عام 2017 ، أخبرنا البنك المركزي العراقي أن هناك أخباراً " مدسوسة " يتداولها الإعلام عن إيرادات العراق تسيء لسمعة البلاد .
706 مليارات دولار أمريكي دخلت الى خزينة البنك المركزي خلال اثني عشر عاماً ، خرج منها 703 ، أين صرفت ؟ يقول البنك إنها صرفت على العراقيين .
المسافة هنا بين " الهزل " و " الجدّ " قصيرة إلى حدّ لا تعرف هل هذا الحديث " سخرية " منّا نحن المواطنين العزّل ، أم بيان ثوري يحذّر فيه البنك المركزي من أن يدسّ العراقي أنفه في ما لايعنيه .
لكن خطر لي أيضا وأنا أقرأ البيان أن أسال لماذا لم تنقلنا الـ 703 مليارات دولار التي صرفت على الشعب إلى مرحلة الرفاهية الاجتماعية ؟
الجواب جاهز : لأن المتظاهرين المندسّين لا يريدون عراقاً قوياً ، وبعد لأنّ التظاهرات تسيء للإنجازات التي تحققت خلال الخمسة عشر عاماً الماضية ، ولأن العبادي غير حاسم ولا يطبّق قانون الإعدام على شباب التظاهرات مثلما طالب الفقيه الدستوري سعد المطلبي ، أما السبب الحقيقي الذي لايريد البنك المركزي الاعتراف به ، فهو بسيط جدا ويعرفه الجميع : لأنّ ممارسة سرقة المال العام أصبحت أمراً طبيعياً .
كم هي بسيطة هموم العراقيين ، أن يعرفوا مثلا، لماذا قال المالكي في تموز من عام 2012 إن العراق دخل مرحلة الازدهار ، وهو يدشّن أكبر ميزانية في تاريخه .. هل تعرفون كم بلغت الميزانية آنذاك " 102 " مليار دولار مثلما اخبرنا البنك المركزي ، ماذا حدث بعد ذلك ؟خرج همام حمودي ليقول للعراقيين :" إنكم تعيشون فرصة تاريخية ، فأنتم تعيشون نعمة ما بعدها نعمة ، وإن لم تكونوا شاكرين ستزول هذه النعمة " !
رجاءً لا تبالغوا في التحدث عن المليارات التي صرفت ، قد تعني 700مليون دولار ، في حين أن العدد الحقيقي يتجاوز الترليون " 1000 مليار دولار " بلغة رجال المال !.
منذ سنوات ومعظم المسؤولين والساسة يُعلنون بصوت واحد: لامكان للمفسدين، قال العبادي امس انه سيقدم قوائم بالمسؤولين الفاسدين ،علينا ان نعيد نبش الذاكرة من جديد ، هذا الكلام سمعناه ايضا قاله العبادي في مؤتمر صحفي بتاريخ 22/10/2015 واعاده بعد شهر ، وتغنى به بداية عام 2016 ، وحوله الى انشودة وطنية عام 2017 ، ويريد اليوم ان يجعل منه نشيدا وطنيا بعد خراب البصرة .