TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي بعد خراب البصرة!!

العمود الثامن: العبادي بعد خراب البصرة!!

نشر في: 31 يوليو, 2018: 09:19 م

 علي حسين

في تقريرعن الموازنات التي حصل عليها العراق منذ عام 2005 وحتى عام 2017 ، أخبرنا البنك المركزي العراقي أن هناك أخباراً " مدسوسة " يتداولها الإعلام عن إيرادات العراق تسيء لسمعة البلاد .
706 مليارات دولار أمريكي دخلت الى خزينة البنك المركزي خلال اثني عشر عاماً ، خرج منها 703 ، أين صرفت ؟ يقول البنك إنها صرفت على العراقيين .
المسافة هنا بين " الهزل " و " الجدّ " قصيرة إلى حدّ لا تعرف هل هذا الحديث " سخرية " منّا نحن المواطنين العزّل ، أم بيان ثوري يحذّر فيه البنك المركزي من أن يدسّ العراقي أنفه في ما لايعنيه .
لكن خطر لي أيضا وأنا أقرأ البيان أن أسال لماذا لم تنقلنا الـ 703 مليارات دولار التي صرفت على الشعب إلى مرحلة الرفاهية الاجتماعية ؟
الجواب جاهز : لأن المتظاهرين المندسّين لا يريدون عراقاً قوياً ، وبعد لأنّ التظاهرات تسيء للإنجازات التي تحققت خلال الخمسة عشر عاماً الماضية ، ولأن العبادي غير حاسم ولا يطبّق قانون الإعدام على شباب التظاهرات مثلما طالب الفقيه الدستوري سعد المطلبي ، أما السبب الحقيقي الذي لايريد البنك المركزي الاعتراف به ، فهو بسيط جدا ويعرفه الجميع : لأنّ ممارسة سرقة المال العام أصبحت أمراً طبيعياً .
كم هي بسيطة هموم العراقيين ، أن يعرفوا مثلا، لماذا قال المالكي في تموز من عام 2012 إن العراق دخل مرحلة الازدهار ، وهو يدشّن أكبر ميزانية في تاريخه .. هل تعرفون كم بلغت الميزانية آنذاك " 102 " مليار دولار مثلما اخبرنا البنك المركزي ، ماذا حدث بعد ذلك ؟خرج همام حمودي ليقول للعراقيين :" إنكم تعيشون فرصة تاريخية ، فأنتم تعيشون نعمة ما بعدها نعمة ، وإن لم تكونوا شاكرين ستزول هذه النعمة " !
رجاءً لا تبالغوا في التحدث عن المليارات التي صرفت ، قد تعني 700مليون دولار ، في حين أن العدد الحقيقي يتجاوز الترليون " 1000 مليار دولار " بلغة رجال المال !.
منذ سنوات ومعظم المسؤولين والساسة يُعلنون بصوت واحد: لامكان للمفسدين، قال العبادي امس انه سيقدم قوائم بالمسؤولين الفاسدين ،علينا ان نعيد نبش الذاكرة من جديد ، هذا الكلام سمعناه ايضا قاله العبادي في مؤتمر صحفي بتاريخ 22/10/2015 واعاده بعد شهر ، وتغنى به بداية عام 2016 ، وحوله الى انشودة وطنية عام 2017 ، ويريد اليوم ان يجعل منه نشيدا وطنيا بعد خراب البصرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram