سلام خياط
(٢-٢)
— وإنني التمس تحقيق العدل!!
— يظل تحقيق العدل أكذوبة ، ما دام في إحدى كفتي الميزان ذهب وفي الأخرى تراب .
—وإنني التزم ب الشورى .
— تظل الشورى يا ولدي لعبة القوي ،،ما دام السكوت من ذهب والتكلم عاقبته الخراب .
— يا أبتي ، إني أشعر بالغربة بين اهلي و بالوحدة بين خلاني .
— من يرتجي خير أهل الأرض ، لا يعذبه هاجس مثل هذا ، أبداً.
— ينتابني الألم أحياناً .
—متى كان طريق المرسلين معبداً يا يوسف ؟
— وبالخوف - يا أبتي
— أمؤمن وتخاف ؟!
— زدني يا أبي ،، وأصدقني ،،
—إسمع يا ولدي ،، إياك وإستئجار الولاء ، بئس الولاء ، الولاء المأجور ،، احذر الإعتماد على الضعفاء .. سيما ضعاف النفوس ..لأن من يقوى بك ، يقوى بغيرك لو سنحت فرصة .
إقطع دابر التمايز بين الرعية ،، فلقد أبطر البعض الترف حتى آكفرهم ،، وضجت ببعض الرعية الحاجة حتى فتكت بمبادئهم وعقولهم ،، وأحسب حساب السنوات العجاف ، وإياك من الإصغاء لآيات التسبيح بحمدك .. وعليك نشدان الحقيقة يا بني .
— وأين أجدها يا ابتي ؟
— تحت الإرض .. تمعن وتأمل ، وسترى ، إهدم التكايا ،، وجند جيش التنابلة ، فإنهم كثير وأمراضهم معدية كالجرب ،، أبعد عن مجلسك الجهال ومدعي المعرفة ،، قرّب العلماء
وذوي العقل الراجح ،، وأضف كلمة جديدة للحكمة القديمة ..(( رأس الحكمة مخافة الله والنفس اللوامة .. أضفها دون تأخير ،، وآختر اخوتك !
— لا خيار لي ،، انهم أولاد يعقوب ،،
— اذن إختر اصدقاءك ..
— هم كثر ،، واخاف أن أُضلل بأحدهم ، فوجوههم تتشابه ..
— إذن شخّصْ أعداءك …
— هم كثيرون ،، وآغلبهم يجيد لبس الأقنعة .
— إذن .. إذن ، لم يبق أمامك إلا أن (( تعرف نفسك )) إعرف نفسك يا كبدي ولا تفجعني بك مرتين ، فتردني إلى العمى الأبدي .. ويا لمصيبة يعقوب إن أكل يوسف — هذه المرة —ذئب حقيقي !!