اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: هل أخذت الحكومة هذا في الاعتبار؟

شناشيل: هل أخذت الحكومة هذا في الاعتبار؟

نشر في: 1 أغسطس, 2018: 08:00 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

في مقابل الانتفاضة الشعبية المتواصلة للأسبوع الرابع على التوالي، نظّمت الحكومة ما يشبه الهبّة لتلبية بعض مطالب هذه الحركة. هذه التلبية تتركز على إطلاق تخصيصات مالية لمشاريع معطّلة أو مؤجّلة ظلّت مُحتجزة مدة طويلة .
تعطيل هذه المشاريع أو تأجليها تعود أسبابهما في الغالب إلى الفساد الإداري والمالي الذي استنزف تخصصيصاتها المالية، ولم يترك شيئاً للأعمال اللازمة لإنجازها. أكثر هذه المشاريع، وعددها بالمئات وموزعة على كلّ المحافظات، طارت تخصيصاتها بعد حفر أساساتها مباشرة أو حتى بمجرد وضع الحجر الأساس لها.
ليس من الواضح الآن ما إذا كانت الهبّة الحكومية ستُحيي رميم العظام لكل هذه المشاريع أم ستقتصر على البعض منها ذرّاً للرماد في العيون وعبوراً للمأزق الذي تواجهه الحكومة، وسائر مؤسسات الدولة، راهناً تحت وطأة الانتفاضة الشعبية.
الشيء المهم ليس فقط إطلاق التخصيصات لبعض هذه المشاريع أو كلها الآن أو لاحقاً، بل أيضاً مراقبة مصير هذه الاطلاقات، فما من شيء يضمن أن كل دينار تطلقه الحكومة ووزاراتها سيُنفق على مشروعه ويصل إلى هدفه. هذا الشك يركن إلى واقع أنّ الفاسدين الذين ابتكروا كل هذا الخراب الذي ينتفض العراقيون في سبيل وضع حدّ نهائي له، مازالوا في أماكنهم، لم يبرحوها أبداً.. ينتشرون في دواوين المحافظات ومجالس المحافظات والدوائر البلدية والصحية والتعليمية والزراعية والصناعية وسواها، وفي المديريات العامة والوزارات. نعم ثمة جيش جرّار من هؤلاء لم يزل في مواقعه التي تمكّنه من نهب نسبة معتبرة من الاموال المُطلق سراحها للتوّ، مثلما فعل ذلك من قبل فتسبّب في تعطيل هذه المشاريع أو تأجيل تنفيذها.
مثلما شكّلت رئاسة الوزراء اللجان للنظر في حاجات المحافظات في ضوء مطالب الجموع المنتفضة، يتعيّن عليها وعلى الهيئات الرقابيّة وضع نظام مراقبة فعّال يضمن عدم تسرّب هذه الأموال أو نسبة منها إلى جيوب الفاسدين. الفاسدون أكثر حيلة ومُكراً من الشيطان. لديهم كلّ القدرة على ارتكاب الجريمة، السرقة وسواها، وإخفاء معالمها ومواجهة أي مسعىً للتحرّي والتحقيق والمساءلة، بل هم قادرون كذلك على إثبات أنهم ملائكة ليلقوا المسؤولية عن الفساد على عاتق الموظفين الصغار، الأبرياء في الغالب.
بالطبع الإجراء السليم هو عزل الفاسدين عن المواقع التي يحتلّونها في الدولة، لكن لا يبدو أن هناك إرادة حقيقية وعزماً أكيداً للإقدام على خطوة من هذا النوع، فلا أقل من ضمان إلا إنقاذ الأموال المُطلقة الآن من الخطر الذي يحيق بها من الفاسدين المتربّصين لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram