 وزارة الثقافة: نحاول أن نجد طرقاً واضحة لوضع حل قانوني خاص بالعقود التي تخص أعضاء الفرقة

 المايسترومحمد أمين عزت: بذلت مجهوداً للمّ شمل أعضاء الفرقة لأن غالبيتهم سيطر عليهم اليأس وخيبة الأمل

 متابعة/ زينب المشاط

ثمانية أشهر، واجهت خلالها الفرقة السمفونية العراقية إهمالاً لايُغتفر، فما معنى أن تكون هذه المؤسسة والفرقة التي تحمل تأريخ الثقافة والفن والجمال العراقي الموسيقي قيد التهميش والعزل!

ثمانية أشهر يعاني اعضاء هذه الفرقة من انقطاع مخصصاتهم المالية، حتى صاروا عاجزين عن تقديم أي عرض فني لجمهورهم الذي إعتاد انتظارهم على مدى شهر كامل، من اجل حضور حفلتهم الشهرية، تساؤلات كثيرة من قبل الإعلام والمثقفين حول اسباب هذا الانقطاع، وحول اسباب عدم توفير المخصصات لأعضاء الفرقة ولكن لا اجابة واضحة...
قد يُحسب لإدارة الفرقة السمفونية الوطنية العراقية أنها تفاعلت في سبيل إزالة هذا الخلل، والسعي من أجل إسترجاع ذاتها، من خلال اللجوء إلى الإعلام والتفاوض مع الوزارة، ووضع حلول لا ندري ما اذا كانت دائمة او مؤقتة ذلك ان لا شيء في هذه البلاد يحمل ملامحاً واضحة، أهم ما يمكن تأكيده أن الفرقة عادت مساء يوم امس السبت للممارسة نشاطها من جديد، حيث قدمت عرضها الاول بعد إنقطاع دام ثمانية أشهر على خشبة المسرح الوطني العراقي، وهذا ما دفعنا لإستعادة افتتاح هذا الملف لفهم ما حصل، وما سيحصل خلال الايام القادمة، وكيف ستكون حالة اعضاء الفرقة في سبيل استمرارية عروضهم.
المدى تواصلت مع اعضاء الفرقة ومع وزارة الثقافة ومع مايسترو الفرقة، ولكل منهم كان رأياً وحديثاً ....
الناطق الاعلامي بأسم وزارة الثقافة عمران العبيدي يؤكد أن القضية لم تحسم بشكل نهائي حتى الان، ويذكر قائلا " لاتزال الاجتماعات مستمرة حتى الان، ونحن نحاول ان نجد طرق واضحة لوضع حل قانوني خاص بالعقود التي تخص أعضاء الفرقة من اجل استمرار صرف الرواتب، خاصة ان أعضاء الفرقة يتكونون من اربع فئات، بعضهم موظفين في الوزارة نفسها، واخرين متقاعدين، واخرين موظفين في وزارات اخرى، وهم يقدمون اعمالاً في الفرقة، الا ان هنالك قانون يمنع الموظف استلام راتب من أكثر من وزارة، وهنا نحن نعمل على توضيح الصورة وحل الاشكالية خلال الفترة القادمة."
لم يلمح العبيدي لوجود اي حل مؤكد وقانوني ومستمر ويذكر أن " في فترة زمنية معينة حاول الوزير تحمل كافة المسؤليات وسمح بصرف رواتبهم، اما الأن فنحن بالعكس نساندهم من اجل الحصول على مستحقاتهم من قبل رئاسة الوزراء نحن نعمل على التواصل مع الجهات العليا وتوفير مستحقاتهم، ولازالت المساعي مستمرة."
الوزارة ومن خلال ناطقها الرسمي تؤكد "تعاونها مع الفرقة ولكنهم يحاولون الوصول الى صيغة حل منطقية ولاتخالف القوانين والعدالة، وليس للوزارة اي دخل في قطع الرواتب او حجب مستحقات اعضاء الفرقة، نحن نحاول ان نقدم ما يمكن تقديمه."
في جانب اخر يبدو ان اعلام الوزارة غير مُدرك لآخر المستجدات، حيث تواصلت المدى مع اعضاء الفرقة والجهات المسؤلة فيها من أجل فهم ما توصلت اليه اخيرا الوزارة في سبيل حل هذا الاشكال وذكر عمّار خصّاف احد اعضاء الفرقة " أن الاشكال حُل بشكل تقريبي حيث تم الحصول على ما يُقارب 50 % من رواتب الاعضاء وبانتظار الادلاء بحكم واضح في سبيل الـ 50% الاخرين من اجل إستمرارية العمل، وهذا ما دفعنا لإقامة الحفل يوم السبت على خشبة المسرح الوطني للتواصل مع جمهورنا."
الوضع بالنسبة للفرقة يختلف تماما عما اخبرتنا به الوزارة؛ حيث يذكر مايسترو الفرقة ان" المعاناة كبيرة لان الرواتب قطعت قبل انذار مسبق بعضنا تحمل المشكلة لشهر أو شهرين ولكن مع إستمرار الحال بدأنا نفقد الامل."
حال اعضاء الفرقة يشابه تماما حال أي فرد عراقي فمنهم من لديه التزامات خاصة ادت بالنهاية لتعرضهم لتهديدات واشكالات - يذكر عزت " تعرض اعضاءنا الى التهديد وهنالك شخص توفي كما ان هنالك من رُمي هو وعائلته خارج بيوتهم بسبب تأخر دفع الإجار ؛ لا اعرف في اي بلاد من الممكن ان يًرضى على الفنان ذلك."
هذه الاحداث دفعت بعض أعضاء الفرقة الى الانسحاب من وجودهم، يذكر المايسترو"بذلت مجهود كبير لاعادة لم شمل أعضاء الفرقة لان غالبيتهم تشتتوا وسُحبوا حيث سيطر عليهم اليأس والخذلان وخيبة الامل ."
مشكلة الفرقة الاساسية هي إنقطاع الرواتب ولذلك يشير عزت "على مدى الاشهر الماضية بذلت مجهوداً كبير لإعادة دفع الرواتب لنا ذلك ان الخلل وبحسب ما صرحت به الفرقة يعود الى العقود حيث إن بعض الاعضاء هم من الموظفين في الوزارة وبعضهم متقاعدين والمشكلة تكمن بهذا النوع من الاعضاء ، قمنا بحل مشكلة المتقاعدين وغير الموظفين وذلك بالتنسيق مع مجلس الوزراء ولم يتبق سوى مشكلة الموظفين والذين يشكلون 50%من عدد الاعضاء ."
للفرقة ميزاتية خاصة وفقا لقانون الموازنه رقم ٣٤٨ الا ان الحكومة تجد ان هنالك اشكالية في عقود الاعضاء وهي بحاجة الى حل خلال فترة قصيرة واستنادا لدور مايسترو الفرقة وسعيه لإعادة عملها وعد مجلس الوزراء وكما ذكر عزت الى " اعادة عمل الفرقة بأكملها بعد عيد الاضحى المبارك ذلك أن هنالك اجتماع قريب سيجمع عزت بمجلس الوزراء قريبا وخلال هذه الايام." مؤكدا " ان الحل سيكون جذريا للمشكلة، كما ان المبالغ التي قطعت لثمان اشهر صرفت الان باثر رجعي."
اما عن دور وزارة الثقافة في ذلك يؤكد محمد امين عزت "أن الوزارة تضم آلاف المسؤلين وللأسف لكل مجموعة مزاجيتها فالأمر لا يكون بيد الوزير وحده فهنالك مسؤل مالي ودائرة قانونية ومستشار قانوني ومكتب مفتش عام ولكل منهم مزاجيته في التعامل، وهذا ما يربك العمل ، لجوئي الى مجلس الوزراء وتصعيدي الاعلامي هو من انقذنا."
خلاصة ما سيحدث وبحسب تصريحات محمد امين عزت ان المشكلة حلت جذريا أما فيما يخص الموظفين العاملين في الفرقة فخلال اليومين القادمين ستحل مشكلتهم، لان رئاسة الوزراء ستلتقي بالمايسترو محمد امين عزت لحل هذه القضية ."
الفرقة أستعدت على مدى أقل من اسبوع لتقديم عرضها الاول مساء امس السبت، دون عمل او بروفات مسبقة ذلك انهم فوجئوا بالاستجابة وحل مشكلتهم وهذه كانت انطلاقتهم الاولى بعد انقطاع ٨ اشهر ، واليوم سيقدمون خلاصة مجهود سابق بعد طول خذلان وغيابات، المسرح الوطني شهد زخما لجمهور السمفونية وكان الحضور اشبه بالخيال، ما يثبت اهمية هذه الفرقة وتأثيرها في المجال الفني العراق.