متابعة المدى
مع كُل جلسة، ومع توالي إختيار الكُتب تتسع مهام نادي المدى للقراءة في بغداد، حيث شهدت الجلسة الرابعة للنادي اختيار اكثر المؤلفين جدلاً على صعيد الصحافة العراقية، والكُتب والمؤلفات، الكاتب علي حسين، حلّ ضيفاً على نادي المدى للقراءة في بغداد، وذلك للحديث عن كتابه الاخير " سؤال الحب " والذي عدّ من اكثر الكُتب مبيعاً منذ ان صدر وحتى اليوم، صباح الجمعة الفائت التقى مؤلف الكتاب بقُراءه، حيث تبادلوا معه وجهات النظر، ليكشف لهم عن ظروف كتابته هذا الكتاب، خلال جلسة قدمها الكاتب د. احمد الظفيري ...
وقد وضع مدير الجلسة ومقدمها اربعة محاور للحديث عن هذا الكتاب، من ضمنها حكايات العشق التي يتضمنها الكتاب، والتي عدّت السبب في صيرورة من عاشوا هذه الحكايات الى كبار المؤلفين والمفكرين بسبب حكايات حب كانت كفيلة بتغيير مسار حياتهم ما جعلهم يدونوها ويخلقون منها أعظم الروايات، اضافة الى كيفية عمل المؤلف على هذا الكتاب حيث استطاع علي حسين أن يختزل العديد من القصص من خلال مذكرات مؤلفيها والتي قد لا يعرفها الكثيرون عنهم ويقدمها الى القُراء بشكل مُغاير يعد اسلوباً حداثياً في الادب المعاصر اليوم..
مؤلف الكتاب ذكر "إن هذا النوع من الكُتب يُقدم اقتراحات عديدة للقراء الشباب وهذا ما أروم اليه حيث ان هدفي بالنهاية ان يتثقف الشباب، حاولت أن لا اتحدث بشكل تقليدي عن مؤلفات الكُتاب العالمين، وقدمت صورة عن الظروف التي خُلقت بها الرواية، او خُلق خلالها العمل الادبي، كما سيتعرف القارئ الى شخصية الكاتب الموجودة ضمن ابطال رواياته من خلال كتابي هذا."
الكُتاب الاجانب وغالبية الكُتاب العرب دونوا في مذكراتهم وبشكل واضح جداً علاقاتهم العشقية ومن خلال ذلك إستطاع المؤلف ان يُقدم لنا صورة عن تأثير تلك الحكايات على مؤلفات هؤلاء الكُتاب، وحين طرح أحد اعضاء النادي سؤالاً عن اسباب غياب الحكايات العشقية لمؤلفين وشخصيات عراقية معروفة عدا الراحل جواد سليم، ذكر علي حسين قائلاً " إن الكاتب والشخصية المعروفة او الفنان العراقي يتجنب التطرق لهذه الحكايات في مذكراته ولا يدونها ولا يتحدث عنها خشيةً من المحيط والبيئة الاجتماعية، أما بالنسبة للراحل جواد سليم فهو من دون ذلك في رسائله التي نشرها بعده جبرا ابراهيم."
تضمنت المُداخلات حديث عن المشاعر التي ولدت لدى هؤلاء الشخصيات التي حصر علي حسين حكاياتهم، لما يقارب الثلاثين شخصية حيث أشار علي عبد العباس احد اعضاء النادي قائلاً " إن اغلب الشخصيات التي ذكرت في الكتاب ولد العشق لديها أما من خلال النظرة الاولى او الكلمة الاولى، إلا ان هذا كان كفيلاً بأن تنتهي الحكاية بنهاية غير جيدة فهل هذا يعني أن المشاعر المتولدة من النظرة أو الكلمة الاولى هي مشاعر زائفة تقود الى هكذا نهايات."
كما شهدت الجلسة مداخلة للكاتب والمخرج المسرحي د. عقيل مهدي يوسف تحدث خلالها عن علي حسين وكيفية تعامله مع الكتب، حيث كان الاخير يعمل في احدى أهم مكتبات بغداد وقد صُب وقته في القراءة، والمطالعة والافادة من الكتب حتى انه يُفضل ان يتقاضى كُتباً كأجر لعمله على ان يتقاضى المال.
أيضا تحدث الناقد والباحث شكيب كاظم عن الاسلوب النقدي الجديد الذي يطرحه الكتاب، وهو في الواقع كما وصفه طريقة جديدة ومثيرة ومستفزة للقراء.
وتحدث علي حسين عن الكثير من الصراعات التي واجهت العديد من الكُتاب في مجال العشق والحب، اضافة الى كيفية توظيف هذا الألم وخلق مؤلفات جدلية تركت صدى واسع بالنسبة لهم، واتفق الحاضرون على ان الكاتب حاول من خلال كتابه هذا تخليد العديد من الحكايات العشقية للشخصيات العلمية او الادبية او الفنية في العالم بأكمله.
