TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ياسين طه حافظ يحفر النص بزهرته الزرقاء .. الضوء ينبثق من أعماق المعنى

ياسين طه حافظ يحفر النص بزهرته الزرقاء .. الضوء ينبثق من أعماق المعنى

نشر في: 21 إبريل, 2010: 04:41 م

فائز الحداديبقى النص الشعري الحديث عالما شاسعا وشائكا في آن واحد، بما يمتلكه من ميزات التكوين والبناء، وماينطوي عليه من أهمية البوح في الإبطان والإجهار.. إنه كالجبل ذي السفوح القرائية العينية والحسية المتعددة، إذ تتوزع حوله القراءات ويكثر حوله التفسير والتأويل والجدل،
 وهناك مسألة مهمة قبل كل شيء مفادها.. هي أن ليس كل من كتب النص الحديث قد أبدع فيه وتميّز وأصبح له إسمه المعمّد بالأثر والمنجز، رغم إن الأسماء كثيرة والدواوين أكثر والقائمة تطول، وتكاد ان تسيل تحتها الأسماء في حبر الكتابة والطباعة..ولن نتجني على أحد إذا قلنا أن الشعر المتميزهو.. ذلك النادر العصي بعيدا عن هيئة الشكل والجنس، فمقدار الشعرية فيه هي هويته الإعتبارية وما نبحث عنه في كل قراءاتنا الأستعمالية والمنتجة.. ومن هنا (تورد الأبل) على حد أسلافنا العظام، علي صعيد التحضيض حسب..هكذا احسب النص الذي كتبه الشاعر ياسين طه حافظ (الزهرة الزرقاء) بسهله الممتنع .. وإنه أي الشاعر لعسير في الخلق علي من " جايلوه " بنبرته المنفردة العالية وما يجب أن يضعه على رأس الأدباء الأعلام كسارية سامقة من ساريات الإبداع العراقي، فنصه حافل بالثراء والشعرية الحقة، مؤهله الحقيقة كتاريخ وحجته الاعتداد والتدوين في اسقاط خرافات الارخنة والتجييل. ومن خلال ذلك احسب لتجربة الشاعر الحداثوية من قيمة واثر في تاريخ الأدب الحديث أهميتها.أجل تجربة هذا الشاعر لم ينصفها النقد ولم تنل مكانتها الموجبة في بلاد سواد الجحيم الذي لم يبق لها غير حديقة الشعر وحقيقة الشعراء، وكان نص " الزهرة الزرقاء " دليل ما اصطلح عليه بـ(النص المتخارج) بما يجترح ويخالف، ويتجاوز ويخترق في التكريس والاعتياد.هذا النص لكثرة ما واقعته شعرت بالحرج لشدة ما ضغطت عليه بالحب والمشاكسة، إبتدأت بالشك اللوني المطلق لذلك "الأزرق " التشكيلي، المستفز للألوان الأخري بسخونته وطغيانه، وقد اعتمره النص قبعة وبهيئة زهرة هي رمزه في البطولة والتضحية والجمال.يبدأ الاختراق نفاده الحاد بتحدي المألوف والمطوق إذا آمنا بان النص يفصح عن قيمته من العنوان، فمن المفروض أن يكون الجمال هاجسه الأسمى ولا تطوله الطوارئ والرغائب، كون ( الشعر معني به).. بينما في الزهرة الزرقاء كان الجمال مقصيا بفعل عوامل قاهرة كرس أفاعيلها الشاعر كدلالات إدانة وبراهين على ان (التغيير) كحكم أضحى سببا لأن تكون العزلة نصيب الجمال المحكوم قسرا بتبعية هذا التغيير وهذا الإقصاء، فعوامل الإجحاف تلك أصابت كل شيء وبإطلاقٍ يلخص معنى "الظاهرة " أكثر من معني "الحالة " والهالة واسعة مابين (الظاهرة ــ الكبيرة ) و (الحالة ــ الصغيرة) ولو إن الاثنتين معنيتان بالتغير والتبدل. ولنقرا مبتدأ جذوة التخارج..(تغير كل شيء، الجمال هناك زهرته ، تعاني من تفردها)إن بنية هذا المقطع الظاهر، تضع الجمال بخانة المطلق الاباحي في اللون والضوع المتصل بالحياة والعزلة المصنوعة مابين متناقضين (سلطة قامعة معزولة وبين اناس أحياء مقموعين)، ومعاناة التفرد تلك هي سلطة مزدوجة.... الأولى متفوقة والثانية مسحوقة تكفلتها مفردة ال (هناك ) الاشارية كفيصل البوح المنفي إلى التفرد والضياع. فهذه الزهرة من الطبيعي أن تحمل اربع معاناة في :ــ تفردهاــ ضياع ندائها في الغمرــ غبش المسافةــ أنطفاء الضوءيقول اجدادي الصحراويون :إن زهرة المدن المترفة ما أن يجوسها الماء حتى تفقد عطرها على خلاف زهرة " القيصوم ".. التي تتوهج عطرا بالعطش ولكن الخوف يغيب الاثنتين في النأي وانعدام الضوء، والأنانية تبقى الهاجس الذي يحمله الشاعر ب (أناه) المرتعشة في تلك المعاناة المنطوية على الشك.. من إنه أول المدحورين قسرا بهذا (التفرد وضياع النداء في الغمر) و (إنطفاء الضوء) وإن ذلك سيمنحهم فرصة الإخراج الوصفي ل (منو دراما ) مأساوية وبمسرحية شعرية بطلتها "زهرة" وظلالها شاعر ، يتولي وحده البوح دون أي تشويه أو شرخ لا في البناء ولا في المعني فالإحالة واردة فيمعطيات تبني البوح ضمنا أو إشارة. لهذا يقول الشاعر : (ضباب أو تراب،اخطات في.. بصيرتنا وبهجتنا)وحين أراد إصابة هدفه المقصود بدقة، أطلق العنان لدالته المستفزة بشمولية متعددة التأويل ب (وذا صخب الغزاة يدور)، فرمي بذلك عصفورين بحجر واحد.. موقدا زمن إنشاء النص وتداعياته، كذلك مكانه المفضي إلي تعددية محتملة ليدرأ شرور عدوين خارجي وداخلي ولاحاجة للإفصاح عن المدلول فالمطلوب إثباته كحقيقة يمتلك برهان الفعل ب (غزاة) سواء علي الأرض أو علي العرش، لذلك سيأخذ الوصف الشعري أطراً تناظرية مترادفة لها في المجاملة الظاهرية لمشاهد جدلية الرفض، لكن ماهو بدائي طارئ سيبقي سمة دائمة إزاء الحضاري المضطهد الذي كان يجب أن يكرس ويسود..وهذا مايلخصه المقطع الجميل الآتي : (يابسة حوافرهم علي برد الرخام)ذلك إيضاح لما أصاب المدينة الشعرية القائمة علي الثقافة والفكر والمتقاطعة تماما مع ماشاع من قيم عشائرية وقبلية بالية، ولهذا فالانزلاق وارد بأقصي زاوية حادة منفية إلي صخرة الانكسار وكراشح الارتطام فأن سيل الأكاذيب سيعلو بانفراجات ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram