TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: كيف يقفز العراق إلى أعلى هذه القائمة؟

شناشيل: كيف يقفز العراق إلى أعلى هذه القائمة؟

نشر في: 19 أغسطس, 2018: 12:00 ص

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

في ظروف أخرى كان يُمكن للعراق أن يكون في رأس القائمة التي نشرها للتوّ منتدى الاقتصاد والمال والأعمال التابع للأمم المتحدة. القائمة التي تغطّي 188 دولة رتّبت هذه الدول بحسب مستوى الدخل السنوي للفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالدولار الأميركي.

القائمة المنشورة يوم الجمعة تصدّرتها دولة قطر التي حصة مواطنها من الناتج المحلي الإجمالي 97 ألفاً و814 دولاراً، فيما جاءت سوريا في قعرها بدخل سنوي للفرد مقداره 479 دولاراَ فقط. هذه الأرقام لا تعني أن كل مواطن قطري يدخله مثل هذا المبلغ العالي، فثمة فقراء في قطر ومقابلهم يوجد آخرون فاحشو الثراء بثروات بعشرات المليارات، وكذا الحال بالنسبة لسوريا التي يوجد فيها مليارديرية ومليونيرية بالمئات في مقابل مئات الآلاف أو أكثر ممّن لا يتجاوز مستوى دخلهم السنوي 100 دولار.
ما علينا من قطر وسوريا والـ 186 دولة المحصورة بينهما في القائمة. العراق ما يهمّنا، وهو جاء في الترتيب 108 في القائمة، أي أنه ينتمي الى النصف الفقير من دول العالم، بدخل سنوي للفرد مقداره 7 آلاف و391 دولاراً. ومرة أخرى لا يعني هذا أن دخل كل فرد عراقي أو حصته 7 ألاف و391 دولاراً، فثمة مئات الآلاف ممّن لا دخل لهم ولو بدولار واحد، وهؤلاء هم الخريجون العاطلون عن العمل والنساء اللائي لا عمل لهنّ غير العمل المنزلي، وفي المقابل هناك المئات بل الآلاف من المليارديرية والمليونيرية، ومعظم هؤلاء من مُحدثي النعمة سرّاق المال العام والخاص من قيادات الأحزاب المتنفّذة وعناصرها على نحو خاص.
أعلى مستوى لدخل الفرد العراقي كان في السنة المالية 1979 – 1980، إذ بلغ 7 آلاف و564 دولاراً سنوياً، وبالطبع فإن قيمة الـ 7 آلاف دولار في ذلك الوقت لا تناظر قيمتها اليوم. دولار تلك الايام يعادل في قيمته قيمة 5 أو 6 أمثالها اليوم، أي أن العراقي كان في إمكانه الحصول على سلع وخدمات أكثر بخمس أو ست مرات ما يحصل عليه اليوم بالدولار.
المهم أنّ مستوى دخل الدولة العراقية والفرد العراقي، بدأ بالتدهور مع شنّ الحرب ضد إيران ثم مع غزو الكويت، وانحطّ إلى الدرك السحيق في ظروف الحصار الدولي في التسعينيات.
ظلّ العراقيون في توْق إلى تغيير نظام صدام الدكتاتوري والخلاص من حروبه المجنونة واستعادة حياة الأمن والسلام والتنمية والرفاه مثل سائر الدول التي حُبيت بثروات طبيعية، بيد أنّ العهد الجديد الذي تطلّع إليه العراقيون أحلّ محلّ دكتاتورية صدام الفردية، دكتاتورية بضعة أحزاب ناقصة الخبرة والكفاءة والنزاهة والوطنية، واستبدل بحروب صدام حرباً داخلية أهلية (طائفية) مدمّرة هي الأخرى، وبدلاً من الحصار جلب الفساد الإداري والمالي المُهلك هو الآخر.
في ظرف سنتين إلى خمس سنوات يُمكن للعراق أن يقفز من الجزء السفلي في القائمة أعلاه إلى الجزء العلوي، بل يمكنه أن يكون بين الدول متصدرة القائمة. هذا شرطه الرئيس أن يكتفي السرّاق بما سرقوه ويتركوا البلاد لبناتها وأبنائها المُتحلّين بالكفاءة والنزاهة والوطنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram