TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جماعة "ما ننطيها"

العمود الثامن: جماعة "ما ننطيها"

نشر في: 20 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

ما يميّزنا عن سائر شعوب العالم، أننا بلد لانحبّ المفاجآت، وإذا فوجئنا، بأمر غريب مثل اعتزال السيد إبراهيم الجعفري للعمل السياسي، نضحك ونطلق على هذه المفاجأة"كذبة نيسان"، والحمد لله أجهضت المفاجأة وأخبرنا الجعفري أنه باقِ ويتمدّد، مثله مثل العشرات الذين يعتقدون أنّ هذا الشعب عقيم لم ينجب سوى"لصقات جونسون"، أطلقنا على هؤلاء وصف"الخطوط الحمر"، ولايزال الاسم ساري المفعول حتى هذه اللحظة التي ينتظر فيها الشعب أن يحلّ أصحاب الفخامة"كيسهم"ليشكلوا الحكومة.
منذ أن أغلقت صناديق الانتخابات أو بتعبير آخر أحرقت أو ضاعت، والجميع يتحدثون عن حكومة عابرة للطوائف، وأبقوا لنا باب المفاجآت مفتوحاً، ففوجئنا، والحمد لله بعودة حسن السنيد الذي ضحّى بالشعر من أجل مصلحة الوطن!.
هل تتبّع مثلي أخبار بلاد الرافدين؟ هل شاهدت المحللين السياسيين وهم يقسمون بأغلظ الأيمان أنّ حيدر العبادي لن يعود إلى كرسي رئاسة الوزراء،لأنه أغضب طهران، هل استمعت إلى عزت الشابندر وهو يقول إنّ تشكيل الحكومة العراقية ملفٌ تتولّاه إيران، ومن يريد أن يحجز له مقعداً في المنطقة الخضراء عليه أن يرضي إيران أولاً، وثانياً، وثالثا؟ هل تعرفون سياسياً آخر يعيش على هذه الأرض، يتحدث بمثل هذه الثقة"الوطنية، من دون أن ينتبه أنه يهين البلد التي يتقاضى منها راتبا تقاعديا ويمارس فيها نهبه للمال العام والضحك على البسطاء.
كُتبَ في السياسة منذ عهد افلاطون وحتى ماركس مجلدات كثيرة،لا حاجة إلى تعدادها. لكن السياسة الآن مع تصريح الشابندر، مهنة الذين يرفعون شعار"إن لم تستحِ فافعل ما شئت".
ولأن هذه البلاد لاتزال تنتظر الفرج من دول الجوار، تعلمنا تجارب الشعوب أن المواطن هو الملك المتوّج في الديمقراطيات الحقيقية، وهاهي بريطانيا بجميع أحزابها لاتزال تطالب وزير الخارجية السابق بوريس جونسون بالاعتذار لانه أساء في مقال صحفي من النساء المنتقبات.فيما لعنة"بنعلا"لاتزال تلاحق الرئيس الفرنسي ماكرون، رغم اعتذاره للمتظاهر الذي ضربه رجل الحماية.وانتم تتابعون ما يجري في العالم، أتمنى عليكم أن تتذكروا الطائرات التي غارت على ناحية في البصرة لأنها طالبت بالخدمات، والشباب الذين قتلتهم القوات الامنية لانهم تظاهروا، وان تصدقوا مثلي ان الرئيس الفرنسي مصاب بالجنون لانه قَدم اعتذاره للشعب الفرنسي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram