TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: من المسؤول؟؟

السطور الأخيرة: من المسؤول؟؟

نشر في: 20 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 سلام خياط

ما إنْ توقفت السيارة عند تقاطع الطريق إمتثالاً للإشارةالضوئية ، باشتعال الضوء الأحمر ، حتى تقاطر على نافذة السيارة ، أطفالاً وصبية ، أحدهم يحمل عيدان بخور .والآخر يعرض علب مناديل ورقية ، والثالث يلوح بقناني ماء ،،،يتوسلون— بشبه إستجداء — ، أن يبادر الركاب لإبتياع ما يعرضون .
صبية .. مكانهم مقاعد الدراسة .. اضطروا لترك المدرسة ، لقسوة الظروف العائلية، وعدم قدرة الأهل على توفير متطلبات الدراسة ، أما لوفاة المعيل ( الأب او الأمّ )،، أو مرضهما أو لمد يد المساعدة للأسرة .
…….
قال الصبي بائع عيدان البخور بصوت مستجدي : اشتروا هذا البخور للبركة ،، والله لم استفتح لحد الآن ،، وزوج أمي يضربني شديداً إذا لم أسلمه حصيلة البيع ، يتهمني بأني كذاب ، وإني أخفي عنه بعض ما أحصل عليه …. لا تملك إلا الإستسلام لدواعي الشفقة ، فتسلمه بعض النقود ، وتترك له الإحتفاظ بعيدان البخور !
أما بائع قناني الماء ، فبضاعته مطلوبة في هذا الجو اللاهب ،، ولكن الصبي يقسم ويتعلل بعدم آرجاع بقية العشرة آلاف دينار لعدم وجود (( فكة )) .
……
الحالات المماثلة كثيرة ومتشعبة …….يتألق الضوء الأخضر ، تتحرك السيارة ، ليظل الهاجس المعذب يطرق حنايا القلب ويستوطن الذاكرة :: هل يمكن لبلد يعوم على بحر من البترول أن يعانى أهله — سيما اليافعين من أبنائه — مذلة الإستجداء ، بعدما اضطروا لترك مقاعد الدراسة ، ليتسلمهم الشارع ، ويزج بهم بكل ما يحويه من رذائل ،،
مَنْ يقي اليافعين من مذلة الإستجداء الذى يتخذ شكل عيدان بخور أو قنينة ماء؟؟ من ؟
ومن المسؤول عن ظاهرة التسرب من المدارس ( في ظل التعليم الإلزامي الذي قضى نحبه بفعل فاعل مجهول تقديره 🙁 هو).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram