علي حسين
ليس هذا العنوان من ابتكاري، ولستُ مستعداً لمنافسة وزيرة الصحة التي أخبرتنا بكل أريحية أن ما يجري في البصرة لا يدعو إلى القلق وهي مجرد زوبعة في فنجان، ويبدو أن السيدة الوزيرة أرادت أن تختتم حياتها الوظيفية بعمل كبير وغير مفهوم أسوة بما فعله الإيرلندي جيميس جويس.
وهو يكتب روايته الأخيرة"يقظة فينيجان"، التي يقال أنّ عدد الذين فهموا لايتجاوزن أصابع اليد الواحدة، ولأننا شعب يحبّ المنافسة ويطلب العلا ويسهر بأنتظار بزوغ شمس الكتلة الكبرى، كان لابد أن نقدم للعالم مسؤولين لا يفهمهم أحد، أعود لعنوان المقال وأعترف بأنني سرقته من إحدى الفضائيات التابعة لتحالف الفتح، وعشت معه خلال اليومين الماضيين في حيرة هل أصدّق القناة، أم أصدق السيد نوري المالكي ومعه السيد هادي العامري ومعهما حنان الفتلاوي وعواطف النعمة ومحمد الصيهود وعالية نصيف وجمع كبير من"مفكّري"هذه البلاد التي تنام وتصحو فتجد سياسييها وقد"لحسوا"كلاماً صدّعوا به رؤوسنا في المساء، ولهذا أرجوكم أن تدققوا معي في التصريح الذي قاله السيد المالكي عام 2017 من أن أثيل النجيفي ومعه شقيقه الأكبر أسامة النجيفي هما من سلّم الموصل إلى عصابات داعش، وأضاف المالكي كعادته متجهّماً من أنّ أثيل النجيفي كان يجتمع مع الدواعش ويمولهم بالأموال، أما السيد هادي العامري فقد أكد قبل تصريح المالكي بشهرين، على ضرورة تقديم أثيل النجيفي إلى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى..هل هناك المزيد..يمكن لكم السفر برحلة عبر السيد"غوغل"وستقرأون المعلقات التي طالبت بان يشنق النجيفي تحت نصب الحرية، ولا داعي لأن أسأل سؤالاً"غبياً"هل نصدّق ما قاله المذيع أم نصدّق خطابات المالكي والعامري ومعهم العشرات من نواب التحالف الوطني، أم نكتشف ولو متأخراً أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟ هل نصدق أن تشكيل كتلة كبيرة بين أصحاب الخطابات النارية سيزيل آثار الحريق، ويعيد البسمة الى وجوههم المتشنجة وهم يعلنون برنامج الاحتفال بالمصالحة التاريخية، وما هي الصورة الجديدة التي ستوزع فيها الابتسامات، أعتقد أنها صورة محمد الكربولي ببدلته الزرقاء ومنديله الأخضر وهو يعلن باسماً :"شكّلنا محوراً وطنياً في أحد فنادق أنقرة"! البعض يقول لماذا لاتختار صورة اياد علاوي وهو يجتمع بكتلته الوطنية في عمان.