اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: غربال العبادي!

العمود الثامن: غربال العبادي!

نشر في: 6 أغسطس, 2018: 12:00 ص

 علي حسين

لم أكن أعلم أنّ رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، كارهٌ للجمود ومحبٌّ للتغيير، فالرجل اكتشف ولو متأخراً أنّ الفساد قد عشّش في مؤسسات الدولة، واضعاً نظرية تقول: إنّ على الشعب أن يكشف الفاسدين ويفضحهم ويطردهم من العمل الحكومي ويثور عليهم.
جميل أن يلعب السيد العبادي دور المعارض فى الحكومة العراقية بنفس الطريقة التى مثّل بها مسرحية"سائرون في تنفيذ ورقة الإصلاح".
في مثل هذ الشهر وأعني"آب اللهاب"عام 2015 أخبرنا السيد العبادي أنه قرر بمنتهى الحزم أنْ يُحارب الفساد، وأنّه مشكوراً ظلّ يذكّرنا كل يوم ثلاثاء بأنه لن يتهاون في محاسبة سرّاق المال العام، آنذاك وفي ثورة الإصلاح الصيفي قال العبادي :انتظروا وسترون كيف أنقضّ على رؤوس المفسدين، من دون أن يخبرنا مَن هي هذه الرؤوس التي أينعت ولم يحن أوان قطافها بعد، وقال أيضا :أطلب منكم أن تساعدوني في مهمتي وأنا أُداهم أوكار اللصوص، من دون أن يحدّد خريطة واضحة بمواقع الأوكار هذه وأصحابها.
ومع حديث العبادي عن"العشّشة"تابعت ما تفردت به حنجرة السيد حاكم الزاملي الذي غاب عنا خلال الشهورالماضية، فالرجل يأمل من الحكومة القادمة أن تغزو أميركا وتمرّغ أنف ترامب في التراب، فيما زميله في شؤون الأمن والأمان فالح الفياض أعلن بكلّ أريحيّة أن لا أحد يصلح للجلوس على كرسيّ رئاسة الوزراء باستثناء اثنين"سيادته"أو التجديد لحيدر العبادي.
وأنا أطالع هذه العجائب والغرائب، كنت مستمتعاً بإعادة قراءة كتاب"الغربال"لميخائيل نعيمة، وتوقفت عند قطعة أدبية غاية بعنوان"نقيق الضفادع" يردّ فيها نعيمة على الذين تتسع حناجرهم وتضيق بحسب الطلب، فيقول :"كان أشدّ الأيام سواداً في حياة الضفادع، إذ فيه اكتشفوا أنّ هناك من يريد أن ينافسهم على هذا المستنقع، فهبّ في الحال زعيمهم الأكبر ووقف فيهم خطيباً وحنجرته تكاد تتمزق من الغيظ : واق! واق! واق! أما ترجمة هذه الخطبة البليغة فهي : أيها الضفادع إنّ مستنقعنا في خطر، فقد قام اليوم من يريد أن يدنّسه ويشوّه ملامحه، فصفّق الضفادع لخطبة زعيمهم وصاحوا بصوت واحد : واق! واق! واق!"
منذ اللحظة الأولى لاندلاع احتجاجات الشباب، كان نقيق ضفادعنا يحذِّر من المندسّين والمُعشّشين، في الوقت نفسه يسعى الجميع إلى إعادة تعمير الفساد!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram