ثلاثة ينبضون في قلب واحد أسمه: المدى
الغريب منذ أن تأسست المدى كدار نشر ومجلة ولاحقاً كجريدة وأنا لا أستطيع إلا أن أتذكرها كلما سمعت أغنية فيروز "بيتي أنا بيتك ... من كثر ما ناديتك وسع المدى"، هذه الأغنية التي أرتبطت في ذهني والتصقت بحياتي منذ نهاية السبعينيات، فترة اشتداد الملاحقات والاعتقالات في جمهورية الخوف، امبراطورية صدام، وبعدها في المنفى كلما زرت العاصمة التي أحبها أكثر من كل العواصم الأخرى في العالم: لشبونة، كلما كنت هناك وأنا أبحث عن آثار شاعر الميلانخوليا ومؤسس الحداثة الشعرية البرتغالية فرناندو بيسوا، كلما وقفت على الهضبة المطلة على نهر التاج وأمتثلثت أمامي مباشرة عند الضفة الأخرى من النهر الضاحية الصغيرة التي أعشق التجول في أزقتها، مدخل لشبونة من جهة الجنوب، والتي اسمها المدى، كلما تذكرت جريدة المدى .... المحصلة:
أغنية لا يمكن تخيل الغناء العربي والغناء في العالم بدونها
ضاحية جنوبية على نهر التاج لمدينة لا يمكنني تخيل العالم بدونها
وصحيفة تصدر في بغداد لا يمكنني تخيل الصحافة العراقية بدونها
والثلاثة يشتركون في أمر واحد، ينبضون من قلب واحد أسمه: المدى
مبروك إذن لجريدة المدي وهي تجمع هذه الصحبة معها، مدينة وأغنية.... أحلى الأماني للعاملين فيها... ماذا كانوا يقولون؟ ثورة حتى ...؟ نحن نقول ... المدى حتى الأفق!
نجم والي
لم ينحرف مسارها
في بلد تغيب فيه تقاليد العمل الصحفي أو تكاد، الصحيفة التي تواصل بدأب مسيرة عملها المهني ستشير الى نفسها بفخر واستحقاق، وكأنها والحال كذلك تواصل بما تيسر لها من سبل الحفاظ على تقاليد الصحيفة المستقلة، التي تعي مهامها وتجسد هويتها ورسالتها الوطنية. منذ صدورها استقطبت المدى النخب الثقافية والصحافية وبينها أفضل الأقلام العراقية في اختصاصات شتى، لا لشيء سوى إنها لم تستجب لعديد الضغوطات ولم ينحرف مسارها في سياق تجربة سياسية عراقية عصية وملتبسة في إحداثها ومساراتها. نبارك للمدى عيدها ولكادرها دوام التوفيق وتأمل في الغضون أن تبقى نافذة رحبة للأقلام الوطنية المبدعة.
أحمد ثامر جهاد